تؤشر المعطيات الوبائية بالمملكة، على تعاظم خطر الفيروس التاجي المحدق بالجميع. ويدق الخبراء ناقوس الخطر بشأن هذه الوضعية المقلقة المطبوعة باكتظاظ المستشفيات، وإنهاك الأطقم الطبية وشبه الطبية، محملين المواطن المغربي مسؤولية كبح جماح الجائحة، ومحذرين من بلوغ بلادنا معدل 20 ألف حالة إصابة يومية. وبالأرقام، فقد كان متوقعا أن يصل المغرب إلى تسجيل 6 آلاف إصابة يومية مع توسيع قاعدة الكشف من 25 ألف تحليلة إلى 60 ألفا، بيد أن الوزارة لم توسع الكشوفات، بل سحبت رخص ثلاثة مختبرات كبيرة، ليتم تسجيل قرابة 6 آلاف حالة في 20 ألف تحليلة فقط على المستوى الوطني، ما يطرح عدة علامات استفهام حول شراسة الفيروس وسرعة انتقاله.
في هذا السياق، قدّر البروفيسور شريف منتصر شفشاوني، أستاذ الجراحة في كلية الطب والصيدلة بالرباط، أن يصل المغرب إلى تسجيل 20 ألف حالة إصابة يومية بفيروس كورونا المستجد إذا تم توسيع الكشوفات، مستدركا في تصريح ل"العلم"، أن عدد الإصابات ليس مهما بقدر أهمية عدد الحالات الحرجة والوفيات، التي شدد على أنها ستزداد بدورها إذا لم يلتزم المواطنون المغاربة.
وبين الخبير ذاته، كيف أننا انتقلنا من حالتين اثنتين للإصابة في كل مائة تحليلة، إلى 20 حالة. وحذر المدير السابق لعدة مستشفيات جامعية بالمملكة، من أن المستشفيات بعدة جهات خاصة البيضاء والرباط، قد بلغت ذروتها بحالات كوفيد-19، وأن الأطر الطبية وشبه الطبية قد أرهقت.
ودعا المتحدث، إلى ضرورة العمل على نقص الحالات الحرجة، والشروع في استخدام روائز الكشف السريع عن الإصابة تفاديا لتطور الحالات، وتوسيع قاعدة الكشف تجنبا لإغراق المستشفيات بحالات كوفيد-19 وحرمان باقي المرضى من خدماتها. كما لم يستبعد الرجوع إلى الحجر الصحي الجزئي في بعض المدن حيث ترتفع معدلات الإصابة بفيروس سارس كوف-2.