تلاميذ يتغيبون دائما دون مبرر والمخدرات رائجة داخل الأقسام قال تقرير حديث صادر حول البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات تلاميذ السنة السادسة ابتدائي والثالثة ثانوي إعدادي، صادر عن الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التكوين والبحث العلمي التابعة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، إن %4 من تلامذة الابتدائي و%8 من تلامذة الإعدادي يعرفون أن زملاءهم يتغيبون دائما وعادة وأحيانا دون عذر مقبول، ولا يستفيد التلامذة الذين تغيبوا من حصص الاستدراك، ومن جهة ثانية، يكتفي المدرسون الذين تغيبوا باحتساب ذلك ضمن الغلاف الزمني العام المخصص للمادة. أما المظهر الثاني للامبالاة الفاعلين التربويين وعدم احترامهم الزمن الدرسي، فهو الوصول المتأخر إلى القسم. كما يعرف مدرسون أكثر من %10 من تلامذة الابتدائي و%16 من تلامذة الإعدادي أن زملاءهم يصلون دائما، عادة وأحيانا متأخرين. غير أنه يمكن تفسير تغيبات التلامذة أيضا بالصعوبات التي يواجهونها في دراستهم. فالتغيبات المنتظمة للتلامذة عن بعض الحصص دون غيرها يمكنها أن تدل على رفض أو نفور وجداني من طريقة معينة في التدريس، أو مادة دراسية أو مدرس. وتصل نسب تلامذة الابتدائي الذين يرصحون أنهم يزعجون زملاءهم عن قصد، ولا يحترمون مدرسيهم، وينشغلون بهواتفهم أثناء الدرس على التوالي، %24 ،17% ،و %10 . وتصل هذه النسب على التوالي إلى %22 ،%17 ،و%15 لدى تلامذة السنة الثالثة إعدادي. ويدل التصريح بقصدية التشويش والإزعاج في المدرسة أن هؤلاء التلامذة يتخلون عن احترام قوانين المؤسسة، الأمر الذي يجعل %15 من تلامذة الابتدائي، و28 % من تلامذة الإعدادي. وأكد التقرير أن التدخين الذي يأخذ في البداية صيغة إثبات الذات وتجريب فعل جديد عادة ما يتحول إلى تعود يصعب التخلص منه، لهذا يقتضي تحسيس التلامذة بأخطار التدخين أن يراعي الفاعلون التربويون ضرورة الفهم العميق للظاهرة في مختلف جوانبها. غير أن ما هو إشكالي هو أن 6 %من تلامذة الابتدائي و11% من تلامذة الإعدادي يعترفون أنهم تناولوا المخدرات داخل مؤسساتهم التعليمية، الأمر الذي يؤكد الصعوبة البالغة التي تجدها المؤسسة في مراقبة مثل هذه السلوكات اللامدنية. يتناول %6 و%7 من تلامذة الابتدائي على التوالي السجائر والمخدرات في المحيط المباشر للمؤسسة، مقابل %19 و17% بالنسبة لتلامذة الإعدادي. و لا يمكن للمؤسسات التعليمية أن تتفادي هذه الوضعية دون دعم فعلي لفاعلين محليين وجهويين، أي الجامعات المحلية والسلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني. يمكن للمؤسسة التعليمية أن تتكلف بما يقع داخلها غير أنه لا يمكنها أن تتجاوز ذلك إلى ما هو خارج أسوارها دون انخراط فاعلين خارجيين. من المؤكد أن مسؤولية الإدارة البيداغوجية تنحصر داخل المؤسسة التعليمية ولا تتعداها إلى محيطها ولو كان مباشرا والذي هو من اختصاص السلطات العمومية الدرك، الأمن الوطني، القوات المساعدة. وبالتالي تبرز ضرورة التعاون بين هذه المؤسسات لحماية الوسط المدرسي من شبكة العصابات الإجرامية المنظمة التي تراقب مجالات توزيع وبيع المخدرات واستهلاكها.