سياحة صحراوية متنوعة وفريدة بمقدورها أن تحول الإقليم إلى نقطة جذب سياحي متميز... التعليم والصحة والتشغيل في مقدمة الإشكاليات المطروحة بقوة
* العلم الإلكترونية: خيرة عاهيد - صحافية متدربة الرشيدية موطن الكرم والحفاوة، وأرض القحولة والجفاف، البعيدة عن المركز والقريبة من قلوب أهلها، تقع بالجنوب الشرقي للمملكة، فما أن تَعبر الأقاليم الوسطى، حتى تحل محل السهول الخضراء الممتدة، مساحات قاحلة تنذر رائيها والمارين بها باقترابهم من منطقة تعاني الجفاف وندرة المياه. يقول محمد لعوان أحد أبناء الرشيدية: "كل شيء فيها يمثل الهشاشة، وغضب الطبيعة متجل في كثرة الغبار والأحجار دون النبات والأشجار، كل شيء فيها مسخ حتى الألوان، يطغى عليها اللون الأحمر في بناياتها، وسمائها الحمراء بالغبار، واسمرار أناسها بفعل حرقة شمسها." أصبح من غير الممكن نفي أن مناظرها و مجالاتها كادت لا تخفى عن المعرفة،وتتجلى قيمة المنطقة في ما شهدته ،وما مرت به من أحداث تاريخية، فبنواحيها مهد الدولة العلوية الشريفة. ثروات باطنية غنية مقابل واقع هش يزخر إقليمالرشيدية بثروات ومؤهلات متنوعة، وموارد طبيعية غنية تحتضن مناجم ومعادن عدة، وتحتل مواردها مراكز مهمة في الاقتصاد الوطني، على غرار منجم "تيجخت" الذي يقع بمنطقة الريصاني، ومنجم "إميضر" الذي يوجد باقليم تنغير، ويعد أكبر منجم للفضة بأفريقيا، فضلا عن مناجم أخرى منتجة للنحاس والذهب ومعدن الكوبالت.
لكن، وعلى الرغم من أطنان المعادن الثمينة التي تُستخرج سنويا على مدى عقود من منطقة الرشيدية، فهذه الأخيرة لم تشهد اهتماما كافيا ينعكس ايجابا على البنية التحتية والمشاريع التنموية والاقتصادية القادرة على تحريك عجلة الرواج والنشاط الاقتصاديين، ولم تر في ذلك غير استنزاف المياه الجوفية، كما يقول الفاعل الجمعوي عيسى اقشور متحدثا عن الأوضاع في بلدته "قصر توروك":" في البلدة التي أنتمي إليها على سبيل المثال،هناك شركتان ضخمتان تقومان باستخراج موارد معدنية منذ عقود من الزمن، وبالموازاة مع ذلك، وبعد أن وصلت إلى مئات الأمتار في أعماق هذه المناجم، فهي تسخر آلات ضخمة لضخ المياه التي تعرقل حركة عملهم تلك... تستنزف هذه المياه بملايين الأطنان بعد أن يتم التخلص منها على سطح الأرض، في وقت يجب استغلالها بعد تصفيتها من الشوائب التي تحملها خاصة من بقايا المتفجرات...والظاهر أنه وعلى الرغم مما تزخر به المنطقة من إمكانات طبيعية، إلا أن ذلك لم ينعكس على مستوى عيش الساكنة، التي تفتقر إلى شروط العيش الكريم التي تقتضي التوفر على ما يكفي من المرافق العمومية، كالمستشفيات والأسواق والمؤسسات الادارية والتعليمية الثانوية وغيرها..."