بقلم ادريس زياد لعالم اليوم الدولية خَرَّ عليهم سقف أحلامهم حين رفعناهم عالياً بلا أعمدة، بعض مرضى النفوس والقلوب يطربهم المدح ويزيدهم مرضاً، وبعضنا يظن أن في مجاملتهم بعض النفع، فإذا زدناهم مدحاً زادوا مرضاً فظنوا أنهم فلاسفة، أو أدباء، أو شعراء، أو حكماء، وصدقوا أنهم أهل فكر ورأي ومعرفة… وكم هو مؤذٍ أن يصدق مريض النفس والقلب غير المبدع مجاملة الناس فلا يعترف لذي إبداع بإبداع ولا لذي فكر بفكر، ويجعل من تعاملاته الرديئة وتصرفاته الطائشة وذوقه الفاسد ميزاناً للحكم وأداة للقياس، نعم المجاملات نوع من حسن التعامل ما لم تبلغ مبلغ الكذب أو النفاق، وما لم تبلغ مبلغ التأثير السلبي على من نجامله، فيعلو أو ترتفع نفسه فوق ما تستحق، ومع أن المدح في وجه الممدوح في بعض نفوس أهل الصلاح والتواضع يودي إلى شيء من الإحساس بالذات، فكيف بمن هم ليسوا من أهل الصلاح والتواضع ؟ خلال الصراع الأزلي بين الحق والباطل، قد يختلط الإثنان على الناس ولا يقدروا في ساعة ما على التمييز بينهما، فقد يأخذ الخير جزءاً يسراً جداً من طباع الشر، وقد يأخذ الشر بعض صفات الخير، ولكن في نهاية المطاف، يظل الحق حقاً والباطل باطلاً.