ضمن فعاليات الدورة ال30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، نظمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يوم الإثنين 21 أبريل 2025 ندوة بعنوان: "الصورة والتراث المادي واللامادي في صلب وثائقيات الثقافية"، بمشاركة ثلة من مهنيي القناة الرابعة وخبراء في الإنتاج الوثائقي، في إطار برنامج متنوع يعكس انخراط المؤسسة في إبراز القيمة المركزية للوثائقي ضمن العرض السمعي البصري العمومي. وفي كلمته خلال الندوة، شدد محسن بنتاج، رئيس قطاع البرامج بقناة "الثقافية"، على أن اختيار التراث المغربي كمحور رئيسي في الإنتاجات الوثائقية يعكس توجهاً مؤسساتياً يروم صون الذاكرة الجماعية وتعزيز الهوية الوطنية بتعدد روافدها الثقافية. وأضاف أن هذه الوثائقيات تضيء على محطات تاريخية واجتماعية وفنية بارزة، مستندة إلى مرجعية تعتبر التراث بمختلف أنواعه جوهر رسالة القناة. من جانبه، تقاسم الصحافي حميد المرجاني، معد برنامج "أطلس المغرب"، تجربة ميدانية حول مسار تحويل فكرة بسيطة عن عنصر تراثي إلى منتج بصري متكامل، مستعرضاً التحديات الإبداعية والتقنية في توثيق تراث شفوِي أو بصري غير مُؤرشف، وأهمية التوفيق بين جماليات الصورة وصدق المحتوى. كما قدم كل من يوسف وثيق، مخرج برامج القناة، وحنان كعزوز، موضبة البرامج، إضاءات حول الجوانب الفنية المرتبطة بمرحلتي الإخراج والتوضيب، مؤكدين الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المراحل في تشكيل السرد البصري، وتقديم تجربة ثقافية غنية ومتماسكة للمشاهد. الندوة عرفت تفاعلاً لافتاً من الجمهور، وفتحت نقاشاً عميقاً حول دور الإعلام العمومي في حفظ الذاكرة الثقافية للمغرب، وتثمين الموروث الوطني في زمن التحولات المتسارعة. كما جددت قناة "الثقافية" التزامها بمواصلة المراهنة على الوثائقي كرافعة فنية ومعرفية، تُقرب الماضي من الحاضر، وتكشف عن غنى الثقافة المغربية وتعدد أبعادها. تجدر الإشارة إلى أن الرواق السنوي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالمعرض، يشكل منصة مؤسساتية تروم تعزيز تواصل القطب العمومي مع مختلف الفاعلين والجمهور، ومواكبة التحولات الإعلامية والثقافية، بما يرسّخ موقعه كفاعل مواطن في خدمة الثقافة المغربية والإشعاع الدولي للمملكة.