تعيش مدينة برشيد ونواحيها منذ أكثر من ثلاثة أيام أزمة خانقة بسبب انقطاع الماء الصالح للشرب، دون أي توضيح رسمي من الجهات المعنية. وفي ظل ذلك، اضطر المواطنون إلى الاعتماد على مبادرات تضامنية من بعض كبار الفلاحين ومالكي الحمامات ومحلات غسل السيارات الذين يملكون آبارا، حيث عملوا على جلب الماء إلى الأحياء وتوزيعه مجانا للتخفيف من معاناة الأسر والبهائم التي تعاني من العطش، وسط انتشار الروائح الكريهة بسبب توقف استعمال المياه في النظافة. وفي هذا السياق، حمل فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببرشيد المسؤولية الكاملة للشركة المتعددة الخدمات المكلفة بتدبير القطاع، إلى جانب المجالس المنتخبة بالإقليم، بسبب تقصيرهم في ضمان حق الساكنة في الحصول على خدمة عمومية أساسية. وأكدت الجمعية في بيان استنكاري أن شبكة الماء الصالح للشرب تعرف انقطاعات متكررة نتيجة أعطاب وأشغال عشوائية، دون إشعار مسبق، مشددة على أن ما يقع يجسد فشلا في التدبير المحلي وسوء تنسيق بين الجماعات والشركة المفوضة. وأضاف البيان أن الانقطاع المتواصل منذ ثلاثة أيام ترك عشرات الأسر، من بينهم أطفال ومرضى ومسنون، في وضعية صعبة، دون أي تدخل من السلطات المحلية أو توضيح رسمي يشرح أسباب هذه الأزمة التي باتت تتكرر في أكثر من منطقة داخل الإقليم. وطالب فرع الجمعية، بحل عاجل ومحاسبة كل من يستهين بحاجيات المواطنين الأساسية، مؤكدت أن الماء ليس رفاهية، بل حق مشروع، وحان الوقت لوقف هذا العبث.