قبل ساعات من نقاش مشروع قانون القنب الهندي في المجلس الحكومي والذي تم تأجيل المصادقة عليه لأكثر من مرة، من قبل سعد الدين العثماني، يعرف حزب العدالة والتنمية غليانا خاصة أن عبد الإله ابن كيران الأمين العام للحزب هدد من الاستقالة من برلمان البيجيدي. وحاول سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تقريب وجهات النظر وإقناع أعضائه باستعمالات القنب الهندي لأغراض طبية، وهو الأمر الذي رفضه صقور الحزب واعتبروا المصادقة عليه، آخر مسمار يدق في نعش الحزب الذي يقود الحكومة.
العثماني، وللملمة الموضوع والحفاظ على تماسك حزبه وأغلبيته داخل الحكومة، قام أمس بزيارة لعبد الإله ابن كيران الأمين العام السابق ورئيس الحكومة السابق في منزله الكائن بحي الليمون بالرباط حيث كان محور الزيارة موضوعان رئيسيان وهما استعمالات القنب الهندي لأغراض طبية، كما أثار موضوع القاسم الانتخابية الذي أجمع حزب العدالة والتنمية على رفضه، نقاشا مطولا بين الزعيمين.
محمد بنعمر الباحث في العلوم السياسية، قال في تصريح ل"الأيام24″، أن سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يعبش وضعا لا يحسد عليه، فهو من جهة يحاول الحفاظ على التلاحم داخل حزبه خاصة مع قرب الانتخابات التشريعية، وفي نفس الوقت الحفاظ على تماسك أغلبيته بالمصادقة على هذا القانون الذي تقدم به وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت.
وأضاف بنعمر، أن مشروع الكيف فجر الخلافات داخل حزب العدالة والتنمية، وعلى العثماني، ان يتخذ القرار المناسب بهذا الشأن، دون الاستسلام للضغوطات المحيطة به، وإقناع لإخوانه بالاستعمالات الطبية لهذه النبتة، إذا كان هو بنفسه مقتنعا به.
في ذات السياق يوضح المتحدث، فإن موقف ابن كيران الذي أعلن عنه من قبل بخصوص الاستقالة من برلمان الحزب، وضع العثماني في مأزق وزاد من حجم الضغوطات عليه، خاصة أن العديد من أتباع ابن كيران عبروا عن نفس الموقف بخصوص رفض مشروع "الكيف"، مما ينذر بحدوث تطورات غير متوقعة داخل الحزب الذي يقود الحكومة، إذا ما صمم الأمين العام السابق على تقديم استقالته رغم الزيارة التي قام بها العثماني له في منزله.
وبالتالي، فإن موقف ابن كيران غير متوقع في حال المصادقة على المشروع، حيث أن استقالته قد تحدث هزة كبيرة داخل كيان البيجيدي، لكن في نفس الوقت قد يكون العثماني قد نجح في تقريب وجهة نظره بهذا الخصوص لابن كيران، لهذا فإن كل الاحتمالات متوقعة، والساعات المقبلة ستكشف كل شيء. وخلق مشروع هذا القانون خلق نقاشا داخل مكونات الأغلبية الحكومية ما بين مؤيد ورافض له، وأيضا داخل حزب البيجيدي منذ طرحه على طاولة النقاش.