في تعليقه على التطورات المتسارعة في قضية الصحراء، والوفاة المفاجئة لأحمد البخاري ممثل جبهة البوليساريو، لدى الأممالمتحدة، اعتبر عبد الرحيم المنار اسليمي، أستاذ العلوم السياسية والسياسات العمومية بجامعة محمد الخامس اكدال بالرباط، أن الجزائر، تتحايل على مجلس الأمن، كما وصف وفاة البخاري ب"الغامضة"، وهو الأمر الذي يطرح معه الكثير من التساؤلات وأفادت وسائل إعلام تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، أن ممثلها الدائم لدى الدائم الأممالمتحدة أحمد البخاري قد وافته المنية، وذلك مساء الثلاثاء 3 أبريل الجاري. وتساءل اسليمي، في تدوينة له "هل يمكن أن يكون أحمد البوخاري ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة هو من كتب رسالة البوليساريو إلى غوستافو ميثا كودرا رئيس مجلس الأمن؟ وهل يمكن أن يكتب البوخاري الذي مات في بيلباو بإسبانيا رسالة لمجلس الأمن يوم 2 أبريل 2018 ويموت يوم 3 أبريل 2018 بعد "معاناة مع مرض عضال" كما قالت مواقع البوليساريو؟". وأضاف المحلل السياسي، أنه "يوجد شيء ما غير واضح، فالرسالة المسلمة إلى مجلس الأمن مختلفة في أسلوبها عن رسائل البوليساريو التي يرسلها عن عادة إلى مجلس الأمن، مما يعني أنها كتبت من طرف وزارة الخارجية الجزائرية وسلمت إلى البوليساريو لوضعها باسم أحمد البوخاري في مجلس الأمن". واعتبر اسليمي، "أن الرسالة جزائرية في مضمونها أكثر مما هي مرتبطة بقيادات البوليساريو، لكن الغموض هو موت البخاري في هذا التوقيت، فالأمر يحمل مؤشرات وجود صراع بين أحمد البخاري من جهة وإبراهيم غالي المدعوم من البشير طرطاق والقائد صالح". وعبر اسليمي، عن اعتقاده أن "هذا الصراع قد يكون دفع المخابرات الجزائرية إلى تصفية أحمد البخاري في إسبانيا، فالغريب أن يموت بالتتابع أشخاص من داخل البوليساريو تقول شهادات من مقربين منهم أنهم باتوا يعارضون توجهات المخابرات الجزائرية في إدارة نزاع الصحراء، فموت عبدالعزيز لم يكن عاديا وموت المحفوظ أعلي بيبا رئيس وفد البوليساريو المفاوض لم يكن عاديا، خاصة ان المعلومات تقول أنه كان يستعد للهروب من المخيمات". وختم اسليمي تدوينته بالقول "ويبدو اليوم أن موت أحمد البخاري ليس عاديا ، فالأمر مرتبط بخلاف مع المخابرات الجزائرية التي قد تكون مسؤولة عن وفاته، لذلك فالرسالة الموقعة باسم أحمد البخاري والمرفوعة لمجلس الأمن هي رسالة مكتوبة في الجزائر قد تكون سبب الخلاف بين أحمد البخاري من جهة وإبراهيم غالي المدعوم من طرف القايد صالح والبشير طرطاق". وكانت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للجبهة، ذكرت أن البخاري الذي كان عضوا بما يسمى "الأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”، قد توفي بمستشفى مدينة بلباو شمال إسبانيا بعد صراع مع المرض ألزمه الفراش في الفترة الأخيرة. يُشار إلى أن البخاري كان أحد أعمدة جبهة البوليساريو الدبلوماسيين في أروقة الأممالمتحدة، ويُعتبر أحد أكثر الأشخاص بالجبهة الموالين لجنرالات الجزائر المناوئين للمغرب ووحدته الترابية.