أعلن رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، الجنرال أسيمي غويتا، خلال حديثه إلى القناة الوطنية المالية عقب زيارة رسمية إلى روسيا، أن بلاده حصلت على أسلحة متطورة وسرية، قادرة على قلب التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، في حال تم الكشف عنها.
وأوضح غويتا، وفق ما نقلته تقارير إعلامية، أن "هناك تجهيزات، حتى لو كان لديك المال، لا يمكنك الحصول عليها.. نحن نحتفظ بها سرا"، مشيرا إلى أن هذه الأسلحة جاءت في إطار التعاون العميق بين باماكو وموسكو.
ووصف هذه الأسلحة، بأنها أدوات ردع من طراز إستراتيجي لا تُكتسب إلا عبر شراكات جيوسياسية مكثفة، وليس عبر مجرد صفقات مالية.
ويأتي هذا التصريح في ظل استمرار الأزمة السياسية والدبلوماسية بين ماليالجزائر، وهو ما دفع الكثير من المتتبعين إلى اعتبار أن جزءا هاما من تصريح غويتا موجه بشكل غير مباشر إلى الجارة الشمالية لمالي، أي الجزائر، خاصة أن البلدين يعيشان على وقع عداء قوي بين النظامين.
هذا، وأجرى رئيس المرحلة الانتقالية في مالي الجنرال آسيمي غويتا زيارة رسمية إلى موسكو التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووقّع الجانبان خلال الزيارة اتفاقيات عدة تهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والإستراتيجي بين البلدين.
ومن أبرز الاتفاقيات الموقعة شراكة إستراتيجية جديدة لاستكشاف سبل استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وفقا لبيان صادر عن الكرملين.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن التبادل التجاري بين موسكو وباماكو لا يزال في نطاق محدود، لكن هناك توجه إيجابي للنهوض به.
كما تحدث عن مجالات واعدة للتعاون تشمل الاستكشاف الجيولوجي وتطوير الموارد الطبيعية والطاقة واللوجستيات، إلى جانب المشاريع الإنسانية.
من جانبه، أكد غويتا "فعالية التعاون مع روسيا وثقة مالي بهذا الشريك"، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستوى متميز من التنسيق. وتأتي الزيارة في سياق إعادة تعريف مالي لشراكاتها الأمنية، ولا سيما بعد انسحاب مجموعة فاغنر الروسية التي كانت منتشرة في البلاد منذ دجنبر 2021.
وتتجه باماكو تدريجيا نحو التعاون مع الهياكل الرسمية الروسية، مثل "الفيلق الإفريقي"، وهو جهاز عسكري يتبع الحكومة الروسية.
وتسعى دول تحالف الساحل -وعلى رأسها مالي- إلى تعميق تعاونها مع موسكو في مواجهة التحديات الأمنية ومكافحة الجماعات المسلحة، في وقت تشهد فيه علاقات البلدين تطورا متسارعا على المستويات الاقتصادية والعسكرية والإستراتيجية.