قال خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية، إن "دعم جنوب إفريقيا لجبهة البوليساريو الانفصالية ليس موقف مبدئي لدولة جنوب إفريقيا بل هو موقف لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحالي"، مبينا أنه "لم يكن أبدا الموقف التاريخي لهذا الحزب الذي هو سليل للموروث الحضاري والنضالي للرئيس نيلسون مانديلا". وأضاف الشيات، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه طيلة وجود الرئيس نيلسون مانديلا في السلطة في جنوب إفريقيا وسنوات بعد ذلك لم يكن هناك تعبير عن أي موقف معادي للوحدة الترابية للمغرب.
وبعد أن أوضح أنه في سنة 2010 اعترفت بريتوريا بما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية، أكد أن هذا الموقف الذي عبّر عنه حزب المؤتمر الوطني الإفريقي مرتبط بتقلبات إستراتيجية مصلحية لجنوب إفريقيا مع الجزائر ولم يكن موقفا مبدئيا، مسجلا أن هناك عدة أصوات داخل حزب المؤتمر تُعبر عن موقفها الداعم للمغرب.
وبخصوص دعم رئيس حزب رمح الأمة الجنوب إفريقي جاكوب زوما، لمغربية الصحراء، اعتبر الشيات، أن حزب زوما الذي يوجد في المعارضة كان جزءا من المؤتمر الوطني الإفريقي، لكنه انشق عنه وأسس حزبا جديدا.
وأبرز أن هذا الحزب يتبنى موقفا متقدما بالنسبة لقضية الصحراء المغربية، غير أنه لا أثر له بشكل مباشر على موقف جنوب إفريقيا كمنظومة حزبية وسلطوية وحكومية في جنوب إفريقيا، مستدركا: "لكن هذا لا يعني أنه لن يصل إلى مستوى ممارسة السلطة السياسية في جنوب إفريقيا مع انتخابات أخرى خاصة في ظل تراجع نفوذ حزب المؤتمر الذي اضطر إلى عقد تحالفات مع أحزاب أخرى عقب الانتخابات الأخيرة".
ويرى الشيات، أنه كلما كانت هذه المنظومة الحزبية والانتخابية المتقلبة بجنوب إفريقيا، أقرب إلى الحزب الذي يتزعمه زوما كلما كان مناسبا للمغرب، مشيرا إلى أنه يمكن أن تكون هناك تحولات في الموقف الخاص بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، لأنه انقلب من مساندة المغرب إلى معارضته ولا شيء يمنع من أن يتحول الأمر إلى مساندة جديدة.
يذكر أن جاكوب زوما، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا وزعيم حزب "أومكونتو وي سيزوي" (MK)، قال إن حزبه يعتبر أن مقترح الحكم الذاتي المغربي "سيتيح حكامة محلية ملموسة من قبل ساكنة منطقة الصحراء، مع ضمان سيادة المغرب على الصحراء".
وعبّر زوما، عن هذا الموقف في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الثلاثاء الماضي.
وأضاف الرئيس السابق لجنوب إفريقيا أن حزبه، "أومكونتو وي سيزوي"، "يعترف بالسياق التاريخي والقانوني الذي يعزز مطالبة المغرب بالصحراء"، و"يعتبر أن جهود المغرب لاستعادة وحدته الترابية الكاملة تتماشى مع استمرارية التزام حزب (أومكونتو وي سيزوي) بالحفاظ على سيادة ووحدة الدول الإفريقية".
ويندرج هذا الموقف في إطار الموقف السياسي لحزب "أومكونتو وي سيزوي" "الهادف إلى تقديم حل ملموس للنقاش الطويل حول مستقبل منطقة الصحراء"، الذي أصدره الحزب الشهر الماضي في وثيقة بعنوان: "شراكة إستراتيجية من أجل الوحدة الإفريقية والتمكين الاقتصادي والوحدة الترابية: المغرب".
وتجدد هذه الوثيقة التأكيد على أن الصحراء "كانت جزءا من المغرب قبل الاستعمار الإسباني في نهاية القرن التاسع عشر. ونتيجة لذلك، فهي جزء لا يتجزأ من المغرب منذ قرون. والمطالبة المغربية بها سابقة للاستعمار وتعود أصولها إلى بيعة القبائل للعرش المغربي"، داعية المجتمع الدولي إلى "الأخذ في الاعتبار الروابط التاريخية للمنطقة مع المغرب والمصالح المشروعة للشعب المغربي في الحفاظ على وحدته الترابية".