Getty Imagesدعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى ضرورة إصلاح المنظمة الأممية. أحيت الأممالمتحدة، الجمعة 24 من أكتوبر/تشرين الأول، الذكرى 80 لتأسيسها، وسط ارتفاع الأصوات التي تنادي بضرورة إدخال إصلاحات جوهرية على المؤسسة الأممية، لمواكبة التغيرات التي طرأت على العالم منذ تأسيس المنظمة في 1945. وتضم الأممالمتحدة في عضويتها 193 دولة، وتتألف من 6 هيئات رئيسية: الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومحكمة العدل الدولية، والأمانة العامة للأمم المتحدة، ومجلس الوصاية. كذلك يندرج تحت مظلة الأممالمتحدة وكالات وبرامج متخصصة مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، وصندوق النقد الدولي، ووكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وتشمل الجمعية العامة جميع الدول الأعضاء 193، وتعد منبرا للنقاش إلا أن قراراتها غير ملزمة. في المقابل، يتكون مجلس الأمن من 15 عضوا فقط، خمسة منهم دائمون، وتتمتع القرارات الصادرة عن المجلس بقوة الإلزام. وعلى الرغم من أن مطالب الإصلاح لا تستثني أي هيئة من هيئات الأممالمتحدة، تتركز الدعوات بشكل ملحوظ على مجلس الأمن. إذ يحق لأي عضو من الأعضاء الخمسة الدائمين استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي مشروع قرار يناقش في مجلس الأمن، مما يحول دون صدور أي قرار ملزم حال استخدام هذا الحق، حتى لو حظي مشروع القرار بموافقة جميع الدول الأعضاء الأخرى. وتتعالى الأصوات المطالبة بضرورة زيادة عدد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بحيث يعكس التغيير الذي حدث في موازين قوى العالم خلال الثمانين عاما الماضية، وكذلك ضرورة تقييد استخدام حق النقض (الفيتو) من جانب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. ويرى منتقدو حق النقض (الفيتو) أن استخدام بعض الدول المفرط لهذا الامتياز حال دون الوصول إلى تسوية لإنهاء حرب أوكرانيا، وحرب غزة على مدار عامين. "دعوات لإصلاح مجلس الأمن" وعقد مجلس الأمن، بمناسبة الذكرى 80 لإنشاء المنظمة الأممية، الجمعة 24 من أكتوبر/تشرين الأول، نقاشا مفتوحا لاستشراف مستقبل الأممالمتحدة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "على مدى ثمانين عاما، عملنا على بناء السلام، ومعالجة الفقر والجوع، وتعزيز حقوق الإنسان، وبناء عالم أكثر استدامة". ووصف غوتيريش مجلس الأمن بأنه "ضرورة حيوية، وقوة دافعة للخير. لكن في الوقت نفسه، شرعيته هشة. ففي كثير من الأحيان، رأينا أعضاء هذا المجلس يتصرفون خارج نطاق مبادئ الميثاق". وشدد غوتيريش على أن "إصلاح مجلس الأمن أمر ضروري، قد طال انتظاره، للحفاظ على النظام والأمن العالميين. وهذا يشمل توسيع العضوية". وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن توسيع عضوية المجلس - المكون من 15 عضوا منهم 5 دائمو العضوية – "لا يقتصر على العدالة فحسب، بل يتعلق أيضا بالنتائج، حيث يحمل في طياته القدرة على تجاوز الجمود، وتوفير الاستقرار في عالم متعدد الأقطاب بشكل متزايد". وفي الاجتماع ذاته، قال ممثل دولة الجزائر لدى الأممالمتحدة، عمار بن جامع، إن "التنفيذ الكامل لميثاق الأممالمتحدة يواجه تحديات خطيرة، بما في ذلك الانتهاكات المتكررة لأهدافه ومبادئه، والنهج الانتقائية في التعامل مع القانون الدولي، والمعايير المزدوجة التي تبرز الانقسامات المستمرة داخل المجتمع الدولي". وشدد بن جامع على أنه: "فقط عبر مجلس أمن أكثر تمثيلا وديمقراطية وإنصافا، يمكن تعزيز شرعيته ومصداقيته وعزيمته الجماعية". كذلك دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن الدولي، ليصبح "قادرا على تلبية التطلعات العادلة لكافة شعوب العالم". ومما يشير إلى الحاجة الملحة إلى إدخال إصلاحات على المنظمة الأممية، وردت كلمة "إصلاح" بشكل متكرر في كلمات معظم قادة وزعماء دول العالم، خلال خطاباتهم التي ألقوها أثناء انعقاد الدورة 80 لجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول 2025. "دور إيجابي للأمم المتحدة" ورغم الانتقادات المتعددة الموجهة للمنظمة الأممية، لعبت الأممالمتحدة خلال عقودها الماضية دورا محوريا في منع تصاعد العديد من النزاعات، من خلال نشر بعثات حفظ السلام، والقيام بدور الوساطة بين الأطراف المتحاربة. وتشير تجارب عدة في دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية إلى أن وجود الأممالمتحدة كان عاملا حاسما في إنقاذ أرواح وحفظ دول من الانهيار الكامل. وتساهم هيئات الأممالمتحدة بدور هام في مراقبة الانتهاكات وتسليط الضوء على معاناة الشعوب. ويمثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنته الأممالمتحدة عام 1948 نقطة تحول تاريخية، إذ انتقلت مفاهيم الحرية والكرامة من حدود الدول إلى إطار دولي ملزم أخلاقيا وقانونيا. كذلك عملت الأممالمتحدة على تطوير منظومة شاملة من الاتفاقيات بغرض مكافحة التمييز والتعذيب وتوفير حماية خاصة للمرأة والطفل واللاجئ. وكانت الأممالمتحدة بمثابة مظلة أمان لملايين اللاجئين والنازحين الذين اضطروا إلى ترك منازلهم بسبب الحروب أو الكوارث. وتُقدم وكالاتها، مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي، مساعدات حيوية تشمل المأوى، والغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم. وتساهم منظمة الصحة العالمية بدور أساسي في التصدي للأمراض وتنسيق الجهود الدولية لاحتواء الأوبئة. إذ نجحت جهود منظمة الصحة العالمية في القضاء على مرض الجدري، كذلك قدمت المنظمة الصحية إرشادات ومساعدات طبية خلال فترة تفشي وباء كوفيد-19، ما ساهم في دعم العديد من الأنظمة الصحية حول العالم. برأيكم، * كيف تبدو الأممالمتحدة كمنظمة دولية في عامها الثمانين؟ * ما أبرز التحديات التي تواجه المنظمة في المرحلة القادمة؟ * كيف ترون أداء الأممالمتحدة في الأزمات الدولية الأخيرة؟ * هل يمكن إصلاح المنظمة الدولية بالفعل أم أن ذلك أمرا صعبا؟ * كيف يمكن تعزيز دور الدول النامية داخل المنظمة ومؤسساتها؟ * وهل تؤدي التغيرات التي يشهدها العالم إلى استبدال المنظمة بالكامل وظهور كيان جديد؟ نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 27 أكتوبر/تشرين الأول. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.