في مبادرة مفعمة بروح الوطنية والاعتزاز بالانتماء، نظمت جمعية نور الهدى للتنمية البشرية بمرتيل، يوم السبت 8 نونبر الجاري، نشاطًا تربويًا وثقافيًا وفنيًا وتواصليًا مميزًا، تخليدًا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، تحت شعار "القضية الوطنية.. مسؤولية الجميع". جاء هذا الحدث في إطار حرص الجمعية على تعزيز قيم المواطنة الصادقة لدى الشباب، وترسيخ روح الانتماء للوطن في نفوس الأجيال الصاعدة، وكذا المساهمة في التعريف بعدالة قضية الصحراء المغربية وتطوراتها الأخيرة، في انسجام تام مع توجهات الدبلوماسية الموازية التي أضحت أحد مرتكزات الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
استُهلت الفعاليات بترديد النشيد الوطني وقسم المسيرة الخضراء، في أجواء غلبت عليها مشاعر الفخر والوفاء لمبادئ المسيرة وأهدافها الخالدة. وألقى الأستاذ الجامعي الدكتور أحمد درداري، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، ندوة فكرية قيّمة استعرض خلالها مراحل تطور القضية الوطنية منذ انطلاق المسيرة الخضراء المجيدة بقيادة المغفور له الملك الحسن الثاني، مبرزًا أبعادها التاريخية والسياسية والوحدوية. كما توقف عند القرار الأممي 2797 الصادر مؤخرًا عن مجلس الأمن الدولي، والذي اعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية الحلّ الواقعي والوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مؤكدًا أن هذا القرار يُعد انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا للمغرب بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وقد عرفت التظاهرة مشاركة وفد شبابي أجنبي ضم 65 شابًا وشابة يمثلون دولًا عدة، من بينها هولندا، النرويج، كرواتيا، تركيا، الصومال، سوريا، وإريتريا، عبّروا عن إعجابهم العميق بروح الانتماء الوطني التي لمسُوها لدى الشباب المغربي، وعن تقديرهم لحفاوة الاستقبال وثراء النقاشات الثقافية والفكرية حول القضية الوطنية.
وتخللت الفعالية عروض فنية وتربوية تفاعلية جسدت ملحمة المسيرة الخضراء بأسلوب معاصر، أبرز حيوية الشباب وإبداعهم في تجسيد قيم الوحدة والوفاء، إلى جانب ورشات فنية وأناشيد وطنية أعادت إلى الذاكرة مشاهد من التاريخ المجيد للمغرب، وأحيت في نفوس الحاضرين مشاعر الاعتزاز بالوطن والالتزام بخدمته.
وقد شكّل هذا النشاط مناسبة رمزية للتفاعل بين الأجيال، حيث عبّر المشاركون عن افتخارهم بتاريخ المغرب المجيد واستحضارهم لتضحيات الآباء والأجداد من أجل استرجاع الأقاليم الجنوبية. كما خلّف الحدث أثرًا عميقًا في نفوس الشباب والزوار الأجانب، الذين غادروا مرتيل بانطباع إيجابي عن عمق الحس الوطني لدى المغاربة، وعن تجذر قيم التلاحم والوحدة في وجدان الشعب المغربي.
واختُتمت التظاهرة بتوصية الشباب بضرورة مواصلة الدفاع عن القضية الوطنية بكل الوسائل الفكرية والإبداعية الممكنة، باعتبارها مسؤولية جماعية تتجاوز الحدود والأجيال.