«لم يعد بمقدورنا النوم طوال الليل، أضحى من الصعب المرور بالليل، كثيرة هي الكلاب، وبزاف هذا الشي، هادو راه ذياب ماشي كلاب، قطاع الطرق..» هذه التعاليق وغيرها ، هي لساكنة عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء، وخاصة القاطنة على طول شارع علي يعته، على مقربة من البنك المغربي للتجارة الخارجية و إقامة الأصيل، وذلك على مستوى دور لمان، إلى غيرها من شوارع المقاطعة المترامية الأطراف. كل هذا يقع في غياب المراقبة المستمرة للمكلفين بعملية محاربة ظاهرة تكاثر الكلاب، علما بأن هذا يدخل في صلب عملهم ولا ينتظرون أن يقدم لهم السكان شكاية للقيام به، كما أن القيمين على هذا العمل يعرفون موسم التكاثر، ولا يخفى هذا على «مقدم الحومة» الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة في «السيكتور» ومن ثم الإبلاغ عن هذا الوضع ، كما أن الذين تكلفوا بتسيير هذا «المرفق» عليهم أن يراقبوا ضمائرهم في القيام بواجبهم، تفاديا لما يترتب عن هذه الوضعية من عواقب وخيمة، أولها الإزعاج، وثانيها انتشار داء الكلب، والكل يعرف عواقب هذه الداء. إن شارع علي يعته وما يتخبطه فيه من انتشار للأزبال والباعة أصحاب العربات المجرورة والتي أصبحت ثابتة في مكانها والشاحنات الكبيرة التي «توالدت» هي الأخرى على طول الشارع، هذا الشارع الخاضع إداريا لنفوذ مقاطعة الحي المحمدي و مقاطعة عين السبع، جد مهمل، إذ أن ما ذكر ما هو سوى جزء من أسباب تكاثر ظاهرة الكلاب الضالة. إن هذه الكلاب التي تجدها بالليل كالذئاب تتعقب المارة سواء كانوا على متن سياراتهم أو دراجاتهم أو راجلين، لا تتوانى عن النباح طوال الليل، أما في الصباح فتجدها وديعة غارقة في النوم إما تحت الشاحنات أو العربات الثايتة أو بجانب الأزبال المتراكمة هنا أو هناك. إن ساكنة هذا الشارع وتجاره وأصحاب المقاهي ضاقوا ذرعا من تواجد هذه الكلاب، فهل من تحرك؟