تعاقدت نساء الصويرة على الاحتفال بعيدهن يوم 8 مارس 2012 ، لكنهن اختلفن في الطريقة، تبعا لتفاوت الأولويات وحجم الاكراهات والمعاناة اليومية. نساء احتفي بهن، أخريات احتفين ببعضهن البعض، وفئة ثالثة احتفين بأنفسهن وبمعاناتهن على طريقتهن الخاصة، ولكن ليس في صمت هذه المرة. الجدل حول المناصفة، وحقوق وحرية ومشاركة النساء، خصوصا بعد « زلكة « حكومة ما بعد دستور يوليوز 2011 ، كان حافزا قويا للفاعلين الرسميين والاجتماعيين لاستقبال عيد المرأة بدفء أكثر، وعرفان أكبر. مندوبيات وزارة التربية الوطنية والتعاون الوطني وكذا مجموعة من المؤسسات التعليمية والجمعيات احتفلت بالمرأة من خلال باقة أنشطة تنوعت بين كلمات لتوثيق الحدث، وحفلات شاي لكنها تمحورت حول الحضور النسائي الذي يستحق أكثر من تكريم، وأكثر من يوم. لكن، في الجانب القاتم من الصورة، نساء كانت معاناتهن أكبر من قدرتهن على التفاعل المشهدي مع لحظة الاحتفاء السنوي. في المدينة العتيقة، حي الملاح خصوصا، وفي دوار العرب الذي يوجد على مرمى حجر من مقر البلدية التي لازالت ملفاتها موضوع تفتيش من طرف قضاة المجلس الجهوي للحسابات، نساء قررن أن يحتفين بيوم 8 مارس من خلال إشهار بطاقة الاحتجاج في وجه السلطات المحلية والمنتخبة . فالورود والفرحة لم تعد تسعف نساء الملاح القديم الذي تتهاوى دوره الآيلة للسقوط على رؤوسهن ورؤوس أطفالهن. خرجن من جديد، في مسيرة نحو قصر العمالة مطالبات بحل الملفات العالقة ضمن برنامج إعادة إيواء قاطني حي الملاح، ومنددات بالممارسات التي اعترت تدبير الملف، متهمات أطرافا بعينها بالرشوة والتلاعب في لوائح المستفيدين وإقحام أسماء لا علاقة لها بحي الملاح. وغير بعيد، نساء دوار العرب المحسوب ظلما وعدوانا على المجال الحضري، حزام فقر وبؤس تم تكريس معاناته من طرف جهات حولته إلى معقل انتخابي خاص بها، يطالبن باحتفاء بالحقوق الأساسية والقطع مع حالة الإقصاء والتهميش والهشاشة التي يعشنها منذ سنوات . فأصدرن بيانا يطالب بالماء الصالح للشرب، الخدمات الأساسية، التطهير السائل ، الصحة، فضاءات الطفولة والشباب، السكن اللائق، التعليم، الطرق ، الشغل، النقل، الأمن، وغيرها من الخدمات والبنيات التحتية التي تعوز منطقتهم الحضرية التي لم تبارح قيد أنملة طابعها الريفي. وزاد البيان الصادر عن أساتذة الهداية ، موضحا أنهم يعيشون وضعية نفسية جد متوترة في غياب الأمن و تواجد «مهيكل» لترويج كل أصناف المخدرات وتراكم الأزبال . و «لأن الوضع لم يعد محتملا والتماطلات والتلكؤات والوعود الكاذبة للمسؤولين على مختلف مستوياتهم .. جاء هذا الإضراب و الوقفة الاحتجاجي» يختم بيان الأساتذة الذين يعتذرون للتلاميذ وآبائهم.