خلف سقوط العداءة مريم العلوي السلسولي في اختبارات المنشطات، رجة قوية في صفوف ألعاب القوى الوطنية، وأجمع العديد من المهتمين على ضرورة فتح تحقيق، لمعرفة المتورطين في تفشي ظاهرة المنشطات في صفوف هذه الرياضة، التي كانت إلى وقت قريب مصدر فخر كل المغاربة. فلم يكد يخلو موسم واحد - في الآونة الأخيرة - من سقوط أسماء مغربية، حيث أضحت المنشطات لصيقة بهذه الرياضة، التي عاشت ذروة التألق في العقدين الأخيرين، ومكنت المغرب من الحصول على أرقى الميداليات، وفي مختلف المحافل. وتوقعت مصادرنا أن تشهد أولمبياد لندن سقوط أسماء جديدة، خاصة وأن بعض الأسماء تهربت من الخضوع للفحص، بعدما حلت بعثة عن اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات بالمغرب مؤخرا لأخذ عينات للعدائين المغاربة، ولم تعثر إلا على عدد قليل، في الوقت الذي فضلت أسماء أخرى «الهروب»، رغم أن ذلك قد يعرضها للإيقاف في حال تكراره لثلاث مرات! وأجمعت مصادرنا على ضرورة تدخل القضاء، لأن هذه الآفة مست سمعة المغرب، الذي كان يضرب به المثل سابقا، وكان عداؤوه رمزا للنزاهة والتنافس الشريف. ولم تستبعد ذات المصادر وقوف جهات من دائرة القرار في العملية، وتحديدا أحد الأشخاص القادمين من فرنسا، والذي أوكلت إليه مهام حساسة، رغم أنه سبق له أن تورط في بلد نشأته باعتباره من أصل مغربي في العديد من قضايا المنشطات، التي كان يقع فيها عداؤون من أصل مغاربي، وأنه صدر في حقه قرار «الطرد» من الجامعة الفرنسية، التي لم تستعد هدوءها إلا بعد مغادرته البلد قبل أربع سنوات. وأشارت ذات المصادر إلى أن المنشطات ضربت حتى القاعدة، بعد سقوط بعض الأسماء التي تنتمي لفئة الشبان، مما يعني بأن المستقبل بات مهددا، ما لم تتحرك الجهات المسؤولة لوقف هذا النزيف. وأجمع الكثير من المتتبعين على أن رياضة أم الألعاب تعيش أسوأ أيامها، بدليل تواتر سقوط الأسماء المغربية، وعدم تدخل الجامعة، التي تختار في الكثير من الحالات سياسة الصمت، بدل التحرك لمعرفة أصل الداء. فحتى الوعود التي أطلقت سابقا بشأن تنقية أجواء هذه الرياضة، تبخرت وتزايدت الحالات، وبات العداؤون المغاربة «زبونا» وفيا للجن مكافحة المنشطات. فالعلوي السلسولي تسقط للمرة الثانية بسبب المنشطات، فمن أين تحصل على هذه المواد؟ ومن يزودها بها؟ ومن أي مكان؟ وغيرها من الأسئلة التي تؤكد بالملموس ضلوع «مافيا » هذه السموم، وتغلغلها في أوساط العدائين، الذين تكونت لدى الكثير منهم قناعة واحدة هي أنه لا يمكن الوصول إلى أعلى المراتب بدون منشطات، وحتى بعض المسؤولين الجامعيين باتوا يؤمنون بالمعادلة التالية: «إذا كان لدي عشرة عدائين، وسقط منهم تسعة وأفلت واحد، فهذا مكسب»! لقد شكل سقوط مريم العلوي السلسولي، التي كانت مرشحة فوق العادة للصعود إلى منصة التتويج بأولمبياد لندن، ضربة قوية لألعاب القوى الوطنية، ودقت ناقوس خطر كبير يهدد هذه الرياضة، وسمعة المغرب بشكل عام.