في ظل تنامي الخطابات المتطرفة والمواقف التحريضية التي تستهدف المهاجرين في أوروبا، أعلنت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان عن تنظيم لقاء تشاوري بمدينة مالقا الإسبانية يوم الأربعاء 24 يوليوز، بتعاون مع مؤسسة "Pedro I Altamirano"، سعيا لتكريس قيم العيش المشترك وتعزيز جسور التعاون بين نشطاء حقوق الإنسان في الضفتين. اللقاء، الذي يأتي في لحظة تتسم بقلق متزايد من تصاعد الخطابات العنصرية، يندرج في إطار مقاربة حقوقية تستهدف بناء تحالفات مدنية عابرة للحدود، والتصدي لتنامي التوظيف السياسي الضيق لمعاناة المهاجرين، والذي يهدد التماسك المجتمعي والمصالح الاستراتيجية لبلدان الجنوب والشمال على السواء. وأوضحت الرابطة أن بعض الجهات اليمينية المتطرفة تحاول توظيف قضايا الهجرة كورقة انتخابية، في تجاهل صارخ للبعد الإنساني والحقوقي، مؤكدة رفضها القاطع لكافة أشكال العنصرية والوصم الجماعي التي تستهدف المهاجرين، وداعية إلى احترام كرامة الإنسان وحقوقه، باعتبارها قيما كونية لا تقبل التمييز. وفي موقف يعكس توازنا بين الدفاع عن حقوق المهاجرين والتشبث بالثوابت الوطنية، شددت الرابطة على أن نصرة كرامة المهاجرين تتناغم مع الدفاع عن القضية الوطنية، مذكرة بالدعم الدولي المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي لنزاع الصحراء المغربية. ودعت الهيئة الحقوقية عموم المغاربة، سواء داخل الوطن أو خارجه، إلى التحلي بالحكمة وتجنب ردود الأفعال الانفعالية، وتغليب الأساليب النضالية الراقية ذات النفس الحقوقي، في مواجهة حملات الكراهية والتحريض. كما أكدت الرابطة على أهمية بناء شراكات متينة مع القوى الديمقراطية الإسبانية التي تتقاطع معها في قيم التعدد والتعايش ورفض العنصرية، معتبرة أن المعركة من أجل كرامة المهاجرين هي معركة من أجل الإنسان، في كل زمان ومكان.