ماهو مرض هشاشة العظام؟ هشاشة العظام مرض مزمن وموهن، يصيب الهيكل العظمي برمته، كما يتميز بانخفاض كتلة العظم ومحتواه المعدني وتدهور لبنية العظام ، الشيء الذي يؤدي إلى الهشاشة. ويصاب شخص من اثنين بكسر في الورك مما يجعله متوقفا على شخص آخر من أجل تلبية حاجياته اليومية. كما يموت شخص من كل خمسة أشخاص بسبب مضاعفات هذا النوع من الكسر في السنة الموالية، لذلك نحن لا نقلق من هشاشة العظام بقدر ما نقلق من العواقب التي يمكن أن يتسبب فيها هذا المرض. نظرا لشيخوخة السكان وطول مدة الحياة، أصبح مرض هشاشة العظام أولوية في مجال الصحة العمومية، بالنظر لتكلفته وأثره على جودة حياة المرضى. في الواقع، يصيب هذا المرض أكثر من 200 مليون شخص في العالم وتتعرض أكثر من امرأة من ثلاث نساء فوق سن 50 لكسر ناجم عن هشاشة العظام. في المغرب، يصيب مرض هشاشة العظام ما يقرب من 30 % من السكان أغلبهم من النساء. نظرا لطبيعته الصامتة، لا يدرك المرض إلا من خلال مضاعفاته الخطيرة، لكونها السبب الشائع لفقدان الاستقلالية عند كبار السن، مما يشكل عبئا إضافيا على المجتمع، ومع ذلك يمكن اتخاذ عدة تدابير وقائية للحد من تأثيره. ويتعلق الأمر هنا بالتدابير الغذائية الصحية والتعاطي مع الأمراض المتسببة فيه، أو اللجوء إلى العلاج بالأدوية المبتكرة التي تمنع كسور العظام. ما هي الأخطار الناجمة عن عدم علاج هشاشة العظام؟ يجب أن نعرف أنه بالنسبة لكل «امرأة بيضاء»، يعادل خطر حدوث كسر بسبب هشاشة العظام خطر الإصابة بسرطان الثدي، ويفوق 4 مرات خطر الإصابة بسرطان الرحم أو عنق الرحم. إنها إذن النتائج المترتبة عن هذا الكسر الذي يجب تفاديه ومعالجته. كما يعادل عدد الأسرّة المخصصة للمرضى الذين يعانون من كسور بسبب هشاشة العظام، عدد تلك المخصصة لمرضى احتشاء عضلة القلب ومرضى السكري. إنه إذن مرض مميت و يتسبب في الإعاقة، فضلا عن تكلفة كسر الورك، التي تقدر بما بين 10 و 20 ألف أورو. هل هناك علاجات جديدة في هذا المجال؟ من أجل فهم أفضل للتقدم العلاجي المحرز في مجال التكفل بهذا العلاج، يجب أن نعلم أن علاج هشاشة العظام بدأ في منتصف سنوات 90 مع وصول «البيسفوسفونات»، التي تحد من ارتشاف العظام. كما أن بداية مرض هشاشة العظام مرتبطة بانقطاع الطمث وزيادة فقر العظام، لذلك فمن الطبيعي أن نهتم بهذه الفئة من الأدوية التي كان لها أثر إيجابي على الكسور، إلا أن لها آثارا جانبية مثل كسور في الفخذ تظهر بعد 5 سنوات من الاستعمال. بعد ذلك وخلال سنوات 2000 تم إعداد "الببتيدات"، من صنف هرمون الغدة الدرقية (PTH)، التي تهدف بشكل رئيسي إلى الزيادة في تكوين العظام. توصف هذه الأدوية للأشخاص الذين يعانون من الكسور المتعددة المقاومة للعلاج، ومع ذلك، فإن هذا المنتوج الذي يحقن بشكل يومي تحت الجلد هو باهظ من حيث التكلفة، فضلا عن أنه لا يمكن أن يوصف لأكثر من 18 إلى 24 شهرا، لأن بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أثبتت علاقته بسرطان العظام. من جهة أخرى، يشكل «رانيلات السترونتيوم»، العلاج الثالث والجديد، الدواء الوحيد في يومنا هذا الذي يساعد على الحد من ارتشاف العظام وتحفيز تكوين العظام، حيث تسترجع العظام عند النساء الحالة التي كانت عليها قبل سن اليأس، مما يساعد على الوقاية من الكسور. وأخيرا، هناك عقاقير جديدة قيد التطوير في مجالات الأبحاث البيولوجية بشكل خاص. ما هي الخصائص العلاجية لرانيلات السترونتيوم؟ هناك ثلاثة محاور تميز «رانيلات السترونتيوم» عن العلاجات الأخرى، يكمن الأول في طريقة استعماله الفريدة. والواقع أن هذا الجزء لا يمنع فقط ارتشاف العظام مثل "البيسفوسفونات" ولا يحفز فقط تكوين العظام "كالببتيدات" من فصيلة هرمون الغدة الدرقية، ولكنه الدواء الوحيد الموجود في السوق الذي يجمع بين تقوية العظام ومعالجة الارتشاف . يتمثل الفرق الثاني في أن "رانيلات السترونتيوم" لها فعالية نوعية وكمية، فهشاشة العظام لا تتجلى في ضعف العظام فقط، بل أيضا في قلة جودتها. هناك سلسلة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات وعلى النساء بعد سن اليأس اللائي يعانين من هشاشة العظام، بينت أن "رانيلات السترونتيوم" لا تزيد من كمية العظم فقط، لكنها تحسن في الوقت نفسه من بنية أو هيكل العظم، سواء كانت على مستوى الظرف القشري أو على مستوى عمق العظم. يقودنا هذا الموضوع إلى المحور الثالث والمختلف عن "رانيلات السترونتيوم"، وهو التأثير الوقائي لهذا المنتوج في ما يخص الكسر في العمود الفقري وغير الفقري، والنادر جدا في الورك. ويضاف إلى هذا التأثير ميزة أخرى تهم شريحة كبيرة من النساء اللواتي يعانين من ضعف العظم مع كسور عديدة. وأخيرا، تعتبر "رانيلات السترونتيوم"، الدواء الوحيد الذي لا يشكل أي خطر للكسر بعد فترة استخدام لأكثر من 10 سنوات بخلاف "البيسفوسفونات" على سبيل المثال. هل لرانيلات السترونتيوم آثار جانبية؟ مثل جميع الأدوية النشطة، هناك بالفعل عدد من الآثار الجانبية التي قد يسببها. والآثار التي تترتب عن "رانيلات السترونتيوم" هي زيادة طفيفة في خطر الإصابة بالجلطة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيادة تمثل مما نراه مع هرمون الأستروجين على سبيل المثال. لهذا السبب نوصي بعدم إعطائها للمرضى الذين لديهم سوابق متعلقة بالجلطة أو أسباب زيادة الخطر، كالمرضى الذين بقوا بدون حركة لفترات طويلة. وبغض النظر عن هذا، تعتبر الآثار السلبية الأخرى المتمثلة في (زيادة طفيفة في حركة العبور المعوي لبضعة أسابيع في بداية العلاج) منخفضة جدا. ما رأيك في إعادة تقييم «رانيلات السترونتيوم» من قبل السلطات الصحية المعنية؟ لقد تمت إعادة التقييم بشكل حصري جدا. وقد كان التقرير الذي أنجز من طرف الوكالة الأوروبية للأدوية في يوليوز 2012 ، واضحا. تعتقد الوكالة أنه في هذه المرحلة فإن نسبة فائدة "رانيلات السترونتيوم" تفوق بكثير نسبة احتمال وقوع مخاطر. وكإجراء احترازي، فإن الوكالة توصي بتجنب وصف هذا الدواء للمرضى الذين عانوا من جلطة حادة من قبل. مدير مركز التعاون لمنظمة الصحة العالمية في الجوانب المتعلقة بالصحة العامة للأمراض الروماتيزمية. مدير وحدة استكشاف «أيض العظام والغضاريف»، جامعة لييج، بلجيكا، ورئيس الجمعية الأوروبية للجوانب الكلينيكية والاقتصادية لهشاشة العظام والتهاب المفاصل الرثياني.