قررت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري منح حق الرد لحميد شباط، الامين العام لحزب الاستقلال على ما سبق أن صرح به رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران في برنامج خاص، خاصة اللقاءين الخاصين الذين استضافت خلالهما القناتين رئيس الحكومة، حيث دافع في اللقاء الأول على قرار الزيادة في أسعار المحروقات، كما ناقش في اللقاء الثاني الأزمة الحكومة بعد قرار حزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة. وأمرت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري كل من القناتين العمومية الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة «الأولى» و الفناة الثانة «دوزيم» «منح الأمين العام لحزب الاستقلال السيد حميد شباط حق الرد جوابا على ما صرح به رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران خلال البرنامج الخاص»؛ و«تقديم رد السيد الأمين العام لحزب الاستقلال في القناة التلفزية الثانية في شروط بث مماثلة للبرنامج الخاص للسيد رئيس الحكومة، في سقف زمني لا يتجاوز 13 دقيقة» ؛ و«السهر على ضمان تقيد طالب حق الرد بتوضيح العناصر التي مست بشرفه بصفته أمينا عاما لحزب الاستقلال و بصفته الشخصية». ويذكر أن المادة 5 من الظهير الشريف رقم 212-02-1، الصادر في 22 من جمادى الآخرة 1423 (31 غشت2002) القاضي بإحداث الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، كما تم تغييره وتتميمه تنص على أن «يمكن للمجلس الأعلى للاتصال السمعي - البصري أن يلزم منشآت الاتصال السمعي البصري بنشر بيان حقيقة أو جواب، بناء على طلب من كل شخص لحق به ضرر من جراء بث معلومة تمس بشرفه أو يبدو أنها تخالف الحقيقة ...». كما أن المادة 10 من القانون 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري تنص في بندها الأخير على التزام متعهدي الاتصال السمعي البصري ب:« بث بيان حقيقة أو جواب بطلب من الهيأة العليا، وذلك بناء على طلب من كل شخص لحق به ضرر من جراء بث معلومة تمس بشرفه أو يبدو أنها تخالف الحقيقة». وذكر القرار أن المعاينة التي أنجزتها مصالح المديرية العامة للاتصال السمعي البصري تفيد أن تصريحات السيد رئيس الحكومة خلال ساعة وعشرين دقيقة جاءت ذات مضامين تتعلق بالسياسة العامة بشكل عام، وكذا بمضامين تتعلق بصفة خاصة بالسيد حميد شباط كأمين عام لحزب الاستقلال حينا وبصفته الشخصية حينا وبصفته الحزبية حينا آخر، خلال حوالي 13 دقيقة، والتي يمكن سرد بعض منها كما يلي:(...) «لكن الناس اللي حاولوا يديروا هاذ الشي دارو مهزلة في ريوسهم، خرجوا مسيرة باش يحتجوا على المقايسة كلشي تايعرف ذاك المسيرة كيفاش انتهات. »(...)« الناس خصهوم يقدروا شنو كيديروا. هذاك السيد اللي هرس الأغلبية المنتهية مع الحكومة، خصوا يعرف بللي دار أشياء خطيرة. النهار اللي تلاقيت الرئيس ديال ساحل العاج، وكان يللاه اتعلن ذاك الخروج، يعني قاليا دبا شنو غادي يوقع فالمغرب، واش غاتمشيو لانتخابات سابقة لأوانها. يعني أفزع الناس.»(...) «لوكان المغاربة مفرحانينش مع هاذ الحكومة، كون راه نزلوا فالمسيرة المشهورة، والتي أصبحت مشهورة مع الأسف لأسباب أضحكت فينا العالم. ماشي بحال النهار اللي نزلنا مليون ديال الناس في الدارالبيضاء، يلى كتعقل في 12 ماي2000، هاذيك هي المظاهرة أما المظاهرات المهزوزة (...) غير تخربيق».(...) «ملي جا هاذ السيد أو بدا هاذ المعركة هذي حشمنا. قلنا بحال الإنسان إلا جاتو العافية بينو أوبين حوايجو. يلا خلاهم، كيتحرق، يلا حيدهم، كيتعرا .صبرنا، فهمتيني ولا لا؟» (...) ؛ وأوضح القرار أن المجلس الأعلى يعتبر الكلمات والعبارات المستعملة من قبل السيد رئيس الحكومة في البرنامج الخاص والمتعلقة بالسيد حميد شباط بصفته أمينا عاما لحزب الاستقلال وبصفته الشخصية تضمنت مؤاخذات ونعوتا، لا صلة لها بالقضايا والسياسات العامة ولا هي «ذات الأهمية البالغة» كما هي واردة في المادة 48 من القانون 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري التي تلزم الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري ب «بث البلاغات والخطابات ذات الأهمية البالغة التي يمكن للحكومة أن تدرجها ضمن البرامج في كل وقت وحين» وهو ما من شأنه الإضرار المعنوي بالسيد حميد شباط بصفته أمينا عاما لحزب الاستقلال و بصفته الشخصية ؛ وللإشارة كان الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط ، طلب بتاريخ 23 دجنبر 2013، من المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري ممارسة حقه في الرد على رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، بخصوص تصريحاته المتعلقة بحزب الاستقلال وبأمينه العام ضمن البرنامج الخاص الذي استضافت فيه، كل من القناة التلفزية الأولى التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة التلفزية الثانية التابعة لشركة «صورياد القناة الثانية»، رئيس الحكومة مساء يوم الأحد 13 أكتوبر 2013 .