يهجم على البيت حوالي الثانية صباحا , يقفز من السطح لنافذة الغرفة التي تنام فيها زينب مع اخواتها الصغار و يغتصبها بالقوة ,يكتشف الأب الجاني متلبسا , فتهرع زينب للبئر ترمي نفسها فيه , مفضلة الموت على العيش بجرح الاغتصاب والعار, ويبقى الجاني حرا طليقا مزهوا. قصة زينب الصبري, من مواليد 1995 بأولاد بوزيري, ,اقليمسطات ,قد تختلف عن قصة أمينة الفيلالي في بعض التفاصيل , لكنهما تلتقيان في تفضيلهما للموت رفضا لاستباحة جسدهما واغتصابه . كانت زينب تتابع دراستها الثانوية بإعدادية سيدي محمد بن رحال , حيث أخذ المشتكى به المدعو ياسين عربي بن ابراهيم بن الميلودي من مواليد 1990, فلاح,بنفس الدوار يتحرش بها ويلاحقها أينما حلت , حيث تجرأ يوم 12/02/2012 على الهجوم على بيت أهلها ليلا, فتم ضبطه وتقديم شكاية في حقه, فأدين بشهرين حبسا موقوف التنفيذ , ملف جنحي عادي رقم 2012/3584. هذا الحكم لم يزد الجاني إلا استهتارا , فعاود الهجوم بتاريخ 22/04/2013في الثانية صباحا , حيث قفز من سطح المنزل تاركا نعله وتسلل من نافذة الغرفة التي تنام فيها زينب معية أخواتها الثلاثة الصغار, يقول أب الضحية عمر الصبري بن العربي بحرقة شديدة «أيقضني حوالي الساعة الثانية صباحا , سماع سقوط شئ داخل المنزل , فهرعت أتفقد حظيرة الأغنام فلم أجد شيئا ,فأخذت أتفقد البيت , وعندما دخلت غرفة نوم الأطفال , وجدت الجاني داخل الغرفة , حاول الفرار فأحكمت قبضته وساعدتني زوجتي بتكبيله , فضربها الجاني برجله على مستوى الصدر , فأمر أحد أبنائه باستدعاء أخيه لمساعدته على تكبيله حتى يأتي الدرك , في هذه الأثناء, وأمام هول الصدمة, والخوف من العار, هرعت زينب متسللة تجري في اتجاه البئر ,تعقبها أخوها الصغير الذي رآها وهي تلقي بنفسها فيه ,ليعود ويخبر الأهل بالخبر الذي نزل كالصاعقة على الوالدين اللذين كانا مشغلين بإحكام القبضة على الجاني حتى لا يفر. اقتيد ياسين للسجن ورجع , وحملت زينب جثة هامدة للأبد ,مخلفة جرحا غائرا في قلب الأب الذي لم يستطع السيطرة على دموعه كلما لمح صورة ابنته,أيضا وهو يبثنا شكواه, ألم كبير في قلب الأم والإخوة والأهل .هذا الألم الذي أججه «ظلم القانون, يقول الأب, حيث أن الدرك وقف على الوضع كما هو , من ضبط متلبس للجاني الذي قفز من السطح وحجز نعله الذي وجده فوق السطح , مما يثبت واقعة الهجوم على مسكن الغير , واعترافه بذلك ,كما وقف على حاث الانتحار , جراء ما وقع ساعتها , لكن لم يأت في أمر غرفة التحقيق - يقول أب الضحية في الشكاية التي رفعها إلى السيد والي ديوان المظالم , والشكاية المرفوعة للوكيل العام لجلالة الملك لدى محكمة النقض بالرباط, و شكاية لوزير العدل - لم يأت في أمر غرفة التحقيق أن جناية هتك عرض قاصر بالقوة من طرف المشتكى به ياسين وقعت حوالي الساعة الواحدة والنصف ليلا في بيت والديها مباشرة بعد ارتكابه جنح الهجوم على مسكن الغير , ترتب عن ذلك خوف وهلع اشتد بالقاصر ودفعها في نفس الوقت للانتحار بعد ضبطه من طرف والدها في غرفتها , بل إن الجاني افتض بكارة القاصر بالعنف لكونه فاجأها وهي نائمة ,فحال دون استنجادها , وقد أيقظني من نومي سقوطه, فضبطته وقيدته واستدعيت الدرك , لكن ابنتي من شدة الصدمة ألقت بنفسها في البئر ,فماتت.» حكمت المحكمة على الجاني بسنة واحدة حبسا نافذا ولم تنطق بالحكم إلا بعد قضائه المدة وهو اليوم حر طليق , «فكان هذا الحكم- يقول والد الضحية المكلوم - غير منصف لكل هذه القضايا : الهجوم على مسكن الغير وارتكاب جناية هتك عرض قاصر بافتضاض بكارتها بالقوة ليلا ببيت والديها وبسببه انتحرت وماتت , لهذه الأسباب أطالب بفتح تحقيق نزيه في الموضوع يرد لابنتي اعتبارها ولي كرامتي « هذا الأب الذي استبيح منزله وابنته وكرامته متابع بتهمة الضرب والجرح . قضية زينب سطات تنضاف لأرشيف قضية أمينة الفيلالي , قضايا الانتحار من أجل الشرف , من أجل رفض اغتصاب الآخر للجسد وللكرامة , وهي القضايا التي أصبحت تتمدد في مجتمعنا بشكل سرطاني , تلتهم الصبايا والأطفال , الذكور والإناث وحتى المسنات , منذرا باندحار شديد للقيم داخل المجتمع مما يتطلب زجرا قانونيا شديدا . قضية أخرى تتطلب منا كمجتمع , كحقوقيين, كجمعيات المجتمع المدني والجمعيات المناهضة للاغتصاب , أن لا نتركها تمر كمجرد رقم إضافي للظاهرة ,بل كخط أحمر يجب أن نقف جميعا ضده .