سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أقل من أسبوع على زيارة محمد ياسين المنصوري و عبد اللطيف حموشي: الاستخبارات الإيطالية تفكك خلية متطرفين يمولون، عبر تركيا وألمانيا، جبهة النصرة في سوريا بأموال التهرب الضريبي
تمكنت المصالح الأمنية الإيطالية بكل تلاوينها، أول أمس السبت، من تفكيك خلية إرهابية موالية لجبهة النصرة، الجناح السوري السابق لتنظيم القاعدة، تتكون من عشرة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 57 و29 سنة من بين حوالي 55 شخصا وضعوا تحت المراقبة، لتحقق بذلك واحدة من أبرز ضرباتها في مكافحة الشبكات المتطرفة التي تتخذ من أراضيها موطئ قدم لتمويل الشبكات الإرهابية في بؤر التوتر في الشرق الأوسط. وقد أسفرت هذه العملية التي نفذتها فرق خاصة من الاستخبارات الداخلية والخارجية الإيطالية، خاصة مديرية مكافحة المافيا ومكافحة الإرهاب، معززة بعناصر الشرطة والدرك الإيطالي (كارابينيري ) والشرطة المالية الإيطالية، من اعتقال عشرة أشخاص بمنطقة “أبروتسو”، وسط البلاد، بتهمة ارتباطهم بجبهة النصرة (جبهة تحرير الشام حالياً) بينهم إيطاليان وثمانية من أصول تونسية، وإمام مسجد دار السلام مارتينسيكورو، في مقاطعة تيرامو، الذي يروج لمواقف معادية للغرب تحرض على الإرهاب وحجز ممتلكات وعقارات بقيمة تزيد عن مليون أورو. وتوضح المعطيات المتعلقة بهذه الخلية الأرهابية أن لها امتدادات على المستوى الداخلي والخارجي، على الخصوص، بكل من تركيا وألمانيا اللتين كانتا خلفية لتحويل الأموال المتحصلة في إيطاليا من خلال عمليات تجارية وهمية إلى بؤر التوتر في سوريا لأجل تمويل أنشطة مرتبطة بجبهة النصرة، الجناح السوري السابق لتنظيم القاعدة. وقد أقام المعتقلون حسابات مزورة عبر عدة شركات تشتغل في مجال تجديد المباني والاتجار في السجادات لجمع مبالغ مالية كبيرة، قسم مهم منها متحصل من التهرب الضريبي فيما كان قسم آخر مخصص لأئمة في إيطاليا سبق وأدين أحدهم بتهمة الانتماء إلى شبكة إجرامية بهدف ارتكاب أعمال إرهابية، هذا في الوقت الذي اعتبرت النيابة العامة الإيطالية التي تحقق في القضية الخلية الإرهابية نقطة عبور ومركز عمليات في نفس الوقت لأن الهيكل وأي نقطة اتصال هي نقاط وصول وبدء تفشي التطرف. وتأتي هذه الضربة الأمنية، بعد أقل من أسبوع على زيارة مكوكية لوفد مغربي يضم المدير العام للدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري والمدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، بالإضافة إلى مساعدين أمنيين مغاربة متخصصون في قضايا مكافحة الإرهاب والتجسس. فقد احتضنت العاصمة الإيطالية روما، يوم الاثنين الماضي، لقاء رفيع المستوى خصص لبحث التعاون الأمني بين المغرب وإيطاليا، بمشاركة مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين مغاربة، إلى جانب مسؤولين إيطاليين سياسيين وأمنيين من المستوى الرفيع، يروم رسم الآفاق المستقبلية للتعاون الأمني الإيطالي المغربي، بالإضافة إلى تحديد الخطوط العامة للتعاون بين روما والرباط. ولعل مكافحة الجريمة الإرهابية ذات الامتدادات الدولية، في ظل وضع إقليمي مضطرب نخرته هذه الآفة وأتت على أمنه واستقراره، من بين أبرز ملفات التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية المغربية والإيطالية، التي سبق وأكد عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن العلاقات التي تجمعه بين هذه الأجهزة “ممتازة”، و”يجب علينا تعزيزها أكثر” بالنظر للمخاطر الناجمة عن هذا التهديد الإرهابي الذي يتربص بالجميع. والرباط شديدة الحرص على ضرورة مواصلة التعاون الأمني بين أجهزة الاستخبارات المغربية والإيطالية وعلى تطويرها عبر تقاسم الخبرات وتبادل المعلومات، كما هو الشأن في البلدان الأوروبية من قبيل إسبانيا، فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا، حيث تعيش جالية مغربية مهمة تحمل الجنسية المزدوجة، من بينهم شباب تورطوا في هجمات إرهابية في أوروبا وفي بؤر التوتر في بلدان عربية.