توفيت الناشطة الاجتماعية والمدافعة عن حقوق النساء والأطفال، عائشة الشنا، عن عمر يناهز 81 عاما، وهي التي اسست جمعية التضامن النسوي. وازدادت عائشة الشنا وهي أشهر مدافعة عن حقوق النساء في المغرب عام 1941 بمدينة الدارالبيضاء، حيث عاشت سنواتها الأولى، إلى أن ذاقت طعم اليتم وهي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، إذ توفي والدها وتركها طفلة صغيرة هي وأمها وأختها الصغرى التي ستفارق الحياة هي الأخرى بعد مرور ستة أشهر على وفاة الوالد. ظروف الحياة اضطرت عائشة إلى الخروج لسوق الشغل وهي ذات 16 سنة، متكفلة بإعالة والدتها حينها؛ فكان أول عمل تقوم به هو الاشتغال في الجمعية المغربية لمحاربة داء السل وداء الجذام. "كان أول راتب لي قيمته ثلاثمائة وخمسين درهما، وكان يكفيني لأداء فاتورة الكهرباء والماء..."، تقول الراحلة عائشة خلال استضافتها في أحد البرامج الإذاعية. واصلت الشنا عملها الجمعوي، إذ اشتغلت كمتطوعة بالعصبة المغربية لحماية الطفولة والتربية الصحية، لتنضم في ما بعد إلى الجمعية المغربية للتخطيط العائلي. وحصلت عائشة على دبلوم الدولة من مدرسة ممرضات الدولة، والتحقت بالعمل كمنشطة صحية واجتماعية بالمصلحة الإقليمية الصحية بالدارالبيضاء، ثم اشتغلت بالإذاعة والتلفزة المغربية، إذ قامت ابتداء من عام 1963 بتنشيط برامج تربوية في إذاعة الدارالبيضاء، وسنة 1972 قدمت برنامجا تلفزيونيا يعنَى بالتربية الصحية. حازت عائشة مجموعة من الجوائز الدولية والوطنية، وتبقى أهم جائزة بالنسبة لها حصولها على الميدالية الشرفية لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، ولقاؤها بالملك محمد السادس وجها لوجه، وهو ما قالت بصدده: "قال لي أعرفك وأعرف العمل الذي تقومين به، واصلي عملك وبابي مفتوح لك إذا احتجتني"؛ إضافة إلى تكفله بمصاريف علاجها عند مرضها سنة 2006 بسرطان الدم. وقالت الشنا ضمن تصريح سابق لهسبريس: "يجب أن نظل نتحدث حتى يسمع صوتنا من طرف السياسيين، فالأطفال المتخلى عنهم هم رجال الغد". وأكدت المناضلة الحقوقية أن "ظاهرة الأمهات العازبات في تزايد مستمر، ليس فقط في صفوف الفتيات الفقيرات أو المنحدرات من البوادي، بل أيضا في صفوف الفتيات الجامعيات"، مضيفة: "لا يمر يوم دون أن ألاقي فتاة في وضعية حمل غير مرغوب فيه أو تريد التخلي عن مولودها".