تسير جهة الداخلة وادي الذهب بثبات نحو مرحلة جديدة من التنمية المستدامة، مع اقتراب استكمال أشغال مشروع تحلية مياه البحر الضخم، الذي ينتظر أن يحدث نقلة نوعية في القطاع الفلاحي ويعزز مكانة الجهة كقطب اقتصادي واعد في الجنوب المغربي. في زيارة ميدانية تفقدية، كشف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، أن المشروع يهدف إلى إنتاج 37 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويا، تخصص 30 مليون متر مكعب منها لسقي محيط فلاحي جديد يمتد على مساحة 5200 هكتار، بينما يستخدم الباقي لتلبية حاجيات مدينة الداخلة والميناء الأطلسي من الماء الصالح للشرب. أوضح أيضا أن المشروع يعتمد كليا على الطاقة الريحية النظيفة، في نموذج متكامل يجسد التوجه المغربي نحو الاقتصاد الأخضر. وقد تم إنجاز القطب الطاقي بنسبة 100%، فيما بلغت نسبة التقدم العامة في المشروع حوالي 75%، منها 60% لمحطة التحلية و90% للبنية التحتية السقوية. المشروع لا يقتصر على تأمين الماء، بل يرمي إلى إحداث تحول عميق في المنظومة الفلاحية للجهة. وبحسب البواري، من المتوقع أن ينتج المشروع أزيد من 500 ألف طن من الخضروات سنويا، مما سيخلق قيمة مضافة تفوق مليار درهم، ويوفر أكثر من 25 ألف منصب شغل قار، وهو ما يعتبر دفعة قوية للتنمية القروية والإدماج السوسيو-اقتصادي. من جهته، أكد المدير الجهوي للفلاحة بجهة الداخلة وادي الذهب، خالد اليعلاوي، أن المشروع يعد نموذجا ناجحا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، لا فقط في التمويل، بل في التنفيذ والتدبير كذلك. كما أشار إلى أن الاعتماد على الطاقات المتجددة يعزز مكانة المشروع كمرجع وطني وإفريقي في مجال الفلاحة المستدامة. وتوقع اليعلاوي أن يرفع المشروع الإنتاج الفلاحي للجهة من 105 آلاف طن حاليا إلى 600 ألف طن سنويا في أفق 2030. وعلى مستوى التشغيل، أشار إلى أن الجهة تسجل حاليا 2.5 مليون يوم عمل سنويا، سترتفع إلى 15 مليون يوم عمل بعد دخول المشروع الخدمة، مما يعكس حجم التحول الذي يشهده الجنوب المغربي.