لا يسع المواطن التطواني إلا أن يتوجه بالشكر الجزيل لسلطات تطوان الإقليمية و الأمنية و المحلية و المنتخبة كذلك تجاه المجهود الذي بذل و يبذل في سبيل تحرير الملك العام و إعادة الشوارع و الأزقة و الساحات إلى سابق عهدها قبل احتلالها من طرف الباعة الجاءلين. لا بد من التركيز هنا على أن هذه الفئة لا يجب أن ينظر إليها على أية حال بمثابة شريحة خارجة عن الضوابط و إنما فئة اجتماعية تستدعي التفكير في بدائل لترحيلها نحو أماكن تسوق تضمن لهم الكرامة . و هذا ما هو في طور الإنجاز تحت إشراف السلطات الإقليمية و بإشراك جميع الفعاليات المعنية، من جماعة حضرية، و غرفة الصناعة و التجارة و الخدمات ….إلخ ، بحيت أن هذه المقاربة التضمينية أذابت الشكوك المسبقة التي كانت تحوم حول مثل هذه العمليات في السنوات السابقة. وحسب المعلومات المستقاة، بات من المؤكد أن هذه العملية الجارية أحيطت بضمانات النجاح و الشفافية و النزاهة . وبالإضافة إلى أن توطين الباعة الجاءلين سيكون داخل أسواق قرب تضمن الكسب في ظروف كريمة تجعل من الباعة الجائلين تجارا إسم على مسمى ، و هذا ما يلامسه أي متتبع يزور أماكن إعادة التوطين الجديدة للباعة. لا شك أن التخطيط المسبق و إشراك الجميع بمن فيهم البائعين أنفسهم ، و العمل باللجان المختلطة، و جدولة المراحل بدقة ، كلها مقادير وصفة النجاح الذي سيحالف حتما هذه العملية التي باركها الشارع التطواني الذي أعيد له التمتع بالملك العام الذي حرم منه لسنوات، و باركها البائعين أنفسهم ، لأنهم سيخرجون من الشارع العام و الأرصفة إلى أماكن مناسبة لمزاولة الكسب بلا ضرر و لا ضرار.