سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبد الوافي سعيد الفيكيكي: الإعلام شريك في النهوض بالورش البيئي والإيكولوجي المغربي رئيس الجمعية المغربية لمهنيي الجمع وكنس النفايات في حوار ل "الصحراء المغربية"
***رئيس الجمعية المنظمة للدورة التكوينية الأولى حول "الإعلام الإيكولوجي" يدعو الجامعات المغربية إلى احتضان ماستر في الإعلام الإيكولوجي في إطار فعاليات الدورة التكوينية الإيكولوجية الأولى، حول موضوع "أي دور للإعلام في ترسيخ حكامة إيكولوجية مُؤسسة وداعمة لمفاهيم التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر؟"، أكد عبد الوافي سعيد الفيكيكي، الرئيس المدير العام لمجموعة " NDD-SOS لتدبير النفايات والتثمين الطاقي، ورئيس الجمعية المغربية لمهنيي الجمع وكنس النفايات، الهيئة المحتضنة لهذه الدورة بتنسيق مع "المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان"، على مدى يومين بالعاصمة الرباط، على أهمية إطلاق دورات تكوينية لفائدة الصحافيات والصحافيين المغاربة في المجال الإيكولوجي، بجميع محاوره وتِيماته العلمية والموضوعاتية، في أفق تمكين الإعلاميين من أدوات و ميكانيزمات علمية ومعرفية في مجالات "الحكامة الإيكولوجية، والتثمين الطاقي، والتنمية المستدامة في بعدها البيئي، علاوة على أسس "منظومة الاقتصاد الأخضر". وفي حواره مع موقع جريدة "الصحراء المغربية" حول الهدف من تنظيم الدورة التكوينية، والدعوة إلى خلق ماستر في الإعلام الإيكولوجي، وأيضا المشاكل التي تعرض قطاع البيئة والمجال الإيكولوجي ببلادنا، قال الفيكيكي إن الهدف الأهم هو تنوير الرأي العام الوطني من خلال مواد علمية تعتمد الأسس والقواعد العلمية، وتعي طبيعة القطاع وإكراهاته، وكذا تحديد المسؤوليات عند وجود اختلالات تدبيرية أو مالية أو خرق لمضامين العقود وكذا دفاتر التحملات، مستعرضا من جهة أخرى، السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة في مجال البيئة والمناخ والتثمين الطاقي حتى استطاعت التجربة المغربية أن تنال الإشادة على المستوى الدولي، داعيا إلى تشجيع البحث العلمي وانفتاح الجامعة المغربية على هذا الورش الذي بات مطلبا ملحا.
*ماهي الرسالة التي أردتم إيصالها من وراء تنظيم دورة تكوينية حول "الإعلام الإيكولوجي"؟ **يمكن القول إن فكرة هذه الورشة التكوينية جاءت من منطلق اقتناعنا بدور الصحافيين كشركاء في النهوض بالورش البيئي والإيكولوجي في المغرب، فكان لابد من تبسيط ما هو تقني أمامهم حتى يكونوا على اطلاع بكل أبجديات المهن البيئية الإيكولوجية خصوصا قطاع تدبير النفايات المنزلية والمشابهة، في أفق تمكين الإعلاميين من أدوات و ميكانيزمات علمية ومعرفية في مجالات "الحكامة الإيكولوجية، والتثمين الطاقي، والتنمية المستدامة في بعدها البيئي، علاوة على أسس "منظومة الاقتصاد الأخضر".
* خلال الدورة التكوينية، جرت الإشارة إلى العديد من الإشكاليات التي تعترض تنزيل النصوص القانونية المتعلقة بالبيئة على أرض الواقع؟ **مع كامل الأسف هناك شبه فراغ تشريعي بخصوص التدبير المفوض لقطاع جمع النفايات والكنس، والقانون رقم 54.05 المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العمومية لم يستطع سد هذا الفراغ، وجاء شبه عام، ونحن اليوم بحاجة لقانون خاص بهذا القطاع نظرا لأهميته، أضف إلى ذلك، أن دفاتر التحملات واتفاقيات التدبير المفوض تغلب عليها مصلحة المفوِّض أكثر من المفوَّض إليه، هذا الأخير الذي يجد نفسه حلقة ضعيفة وسط المعادلة...
*باعتباركم رئيسا ل "الجمعية المغربية لمهنيي الجمع وكنس النفايات"، ماهو تقييمكم للوضع التشريعي للشأن الإيكولوجي بالمغرب؟ **الوضع التشريعي للشأن البيئي والإيكولوجي بالمغرب، يحتاج إلى نظرة شاملة والانفتاح على الفاعلين في القطاع من أجل توفير ترسانة قانونية فعالة وملائمة للخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية لكل جهة على حدة، والسهر على تطبيق القوانين والمبادئ البيئية المنصوص عليها واحترامها، وبتحيين النصوص القانونية القديمة وإدماج الاتفاقيات الدولية...، فمثلا في قطاع التدبير المفوض لقطاع النظافة هناك انعدام للتوازن العقدي بين المفوِّض والمفوَّض إليه، إذ أن دفاتر التحملات تطغى عليها الغرامات، في حين يبقى المفوَّض إليه ملزم بإتمام الصفقة ولو لم يفِ المفوِّض بالتزاماته المالية اتجاهه، وهو الحال لأغلب العقد حاليا في المغرب، نتيجة قلة الموارد المالية لبعض الجماعات من جهة وتماطل بعضها في الأداء من جهة أخرى، وأملنا بتدخل تشريعي بهذا الخصوص... *ماهو المطلوب من الشركات والجمعيات المهتمة بالبيئة والمجال الإيكولوجي، للمساهمة في تثمين النفايات وخلق بيئة سليمة ومتوازنة بالمغرب؟ **المطلوب هو الالتزام بحس المسؤولية البيئية لدى الشركات الصناعية، كما ينبغي على الجمعيات المهتمة بالبيئة والمجال الإيكولوجي تفعيل دورها التحسيسي وخلق شراكات مع مختلف الفاعلين لإرساء أسس المحافظة على البيئة، وكذا تثمين النفايات، فلا نجاح بدون تضافر جميع الجهود، وبدون شراكات فاعلة هدفها خدمة القطاع البيئي والإيكولوجي، ومشاركة قائمة على التراضي بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، إذ أن المشكل لا يتلخص فقط في مسائل إدارية، بل يتوجب معه بدل مجهودات للإعلام والتحسيس... كما يتعين على الحكومة التفكير في آليات ضريبية تحفيزية للشركات العاملة في القطاع نظرا للخدمات الجليلة التي تقدمها، فتبنِّي سياسة ضريبية ايكولوجية متماسكة ومحفزة يبقى من أهم سبل تعزيز السلوك الإيكولوجي...
*جرت الدعوة خلال فعاليات الدورة التكوينية، إلى ضرورة مأسسة تخصص جديد وهو "الإعلام الإيكولوجي"، بل وصلت إلى حد الترافع من أجل خلق ماستر حول هذا النوع من الإعلام المستجد، وهي الفكرة التي كانت من اقتراحكم؟ **فعلا إن تكوين جيل من الصحافيين ذو معارف بيئية وإيكولوجية كبيرة من أهم أولوياتنا، فالشباب ركيزة من ركائز تحقيق التنمية المستدامة، وهو ما جعل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في الدول العربية يجعله ركيزة لتحقيق التنمية المستدامة في أفق سنة 2030، فبالنسبة لنا حضور صحافي المستقبل لهذه الورشة كان هدفه تمكين الكفاءات وإيجاد جيل جديد يمهد الطريق لتحقيق رؤية بلدنا الحبيب في هذا الميدان، فدور الإعلام الذي نسعى اليوم لرؤيته يتجاوز الدور التقليدي المتعلق بنقل الأخبار المرتبطة بمشاكل هذا القطاع، إلى إعلام عالم بخبايا تدبير الأمور حتى تكون زاوية مناقشته لأي موضوع ذو صبغة بيئية وإيكولوجية مرتبط بما هو تقني وتدبيري. . .إلخ، فعلى سبيل المثال هناك برامج دولية تشرك الصحافيين الشباب في إيجاد الحلول للمشاكل البيئية عن طريق الصحافة الاستقصائية، وأذكر على سبيل المثال برنامج: "صحفيون شباب من أجل البيئة" التابع للمؤسسة الدولية للتعليم البيئي، إذن فلماذا لا تأسيس ماستر متخصص في "الإعلام الإيكولوجي"، فما أحوجنا لكفاءات متخصصة قادرة على السير قدما بهذا المجال.
*كيف يمكن العمل على تنزيل هذا الهدف، من موقعكم كمسؤول عن جمعية تهتم بالإيكولوجيا والبيئة، وتساعد الإعلام على اكتساب آليات الاشتغال على مواضيع البيئة؟ **الحمد اليوم وبفضل السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة نصره الله، قطع المغرب أشواطا مهمة في هذا الميدان، لأن التجربة المغربية استطاعت أن تنال الإشادة على المستوى الدولي فيما يخص معالجة النفايات وتثمينها، فمن الرائع أن تجد مجلة ألمانية رائدة وهي مجلة FOCUS ONLINE تعنون أحد مقالاتها ب: "نحن الآن بنفس جودة المغرب عندما يتعلق الأمر بحماية المناخ"، فقد كان هناك ثناء كبير على النموذج المغربي الذي يتبوأ مراكز متقدمة حسب مؤلفو مؤشر حماية المناخ، وشبكة العمل المناخي ومعهد المناخ الجديد، رغم جميع الإكراهات، فالبحث العلمي يلعب دورا مهما في نجاح أي مشروع، وانفتاح الجامعة المغربية على هذا الورش بات مطلبا ملحا، فالتأسيس لإجازات مهنية وماسترات متخصصة بات مسألة وقت، ونحن كجمعية ربطنا ونحاول ربط الاتصال مع رئاسات الجامعات من أجل تحقيق هذا الهدف.