قيادات "الأحرار" تلتئم بالداخلة.. تنويه بمنجزات الصحراء وحصيلة الحوار الاجتماعي

إلى مدينة الداخلة، جوهرة الصحراء المغربية، حجَّ مساء الجمعة جميع أعضاء وعضوات المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ملتئمين ضمن اجتماع لنقاش راهن الحزب في خضمّ تطورات المشهد السياسي ومستقبل عمله في قيادة التحالف الحكومي الحالي.
وجاء الاجتماع، برئاسة عزيز أخنوش، رئيس حزب "الحمامة"، عشية إعطاء انطلاقة جولاتٍ جهوية جديدة موسومة ب"مسار الإنجازات"، اليوم السبت من جهة الداخلة وادي الذهب؛ فيما انصب النقاش، حسب ما استقته هسبريس من تصريحات متفرقة لأعضاء المكتب السياسي، على كيفية "تثمين المنجز الحكومي، خاصة في شق السياسات الاجتماعية وضمان الالتزام بتنفيذ مخرجات ونتائج الحوار الاجتماعي ثلاثي الأطراف"، فضلاً عن الإشادة والتنويه بما راكمه ملف الوحدة الترابية للمملكة من حصاد دبلوماسي دولي مبشّر بنهاية قريبة للنزاع المفتعل.
وأكد عمر مورو، عضو المكتب السياسي لحزب "الأحرار"، أن "لقاء المكتب السياسي تضمن عرضاً سياسياً لرئيس الحزب حول القضية الوطنية الأولى وملف الحوار الاجتماعي"، وقال: "نهنئه والحكومة على الحوار الجاد الذي يجمعها مع النقابات الأكثر تمثيلية وكذلك مخرجاته، واليوم نفتخر بكل هذه المنجزات وهذا التعاقد مع الفرقاء الاجتماعيين".
كما لفت مورو، ضمن تصريح لهسبريس عقب الاجتماع الذي جرى "بشكل مغلق"، إلى "مناقشة النقاط السياسية المستقبلية المطروحة على حزب التجمع، وخاصة الجولات الجهوية المدشّنة من الداخلة في مختلف جهات المملكة"، معتبراً أن "من مهمتنا الحفاظ على تواصل دائم ومستمر مع ساكنة كل إقليم وجهة، وشرح إنجازات الحكومة، في أفق بناء برنامج انتخابي متكامل للاستحقاقات المقبلة عام 2026".
دلالات ورسائل المكان
بدوره، قرأ محمد أوجار، القيادي "التجمعي" عضو المكتب السياسي للحزب ذاته، دلالات بالغة تحمِلها "مبادرة عقد اجتماع المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار هنا بمدينة الداخلة"، مبرزاً منها "عدداً من الرسائل؛ أولها الأهمية الكبيرة التي يوليها التجمع الوطني للأحرار للقضية الوطنية وتطوراتها، وتعبئته الدائمة للدفاع عن هذه القضية المقدسة".
وثانية الدلالات، حسب أوجار، مصرحاً لهسبريس، هي "الاحتفاء وتثمين النجاحات الدبلوماسية التاريخية التي حققتها المملكة المغربية في مجال الدفاع عن قضيتنا الوطنية، نتيجة التبصر والشجاعة السياسية وحكمة جلالة الملك كقائد لهذه الانتصارات الدبلوماسية الكبيرة"، بتعبيره.
وزاد موضحاً: "هذه الجهود أوصلت القضية الوطنية إلى مرحلة جديدة وإيجابية، وحبلى إن شاء الله بالمستقبل الواعد لحلّ سريع وسلمي وفق ما يطمح إليه بلدنا. فاليوم، على صعيد مجلس الأمن، وعلى صعيد الاتحاد الأوروبي، والقارة الإفريقية، وفي كل أنحاء العالم، هناك تفهم إيجابي قوي للموقف المغربي، واعتبار أن الحل الواقعي والوحيد هو مقترح المغرب ومبادرته باقتراح الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية".
وشدد عضو المكتب السياسي للحزب على أن "هذا الاجتماع في الداخلة يحمل رسالة مرافقة الجهود التنموية الكبيرة التي تباشرها الحكومة برئاسة عزيز أخنوش في كل القطاعات لتحفيز وتيرة التنمية في أقاليم وجهات الصحراء المغربية، والتجاوب مع تطلعات المواطنات والمواطنين في الحرية والكرامة والتنمية الشاملة"، مضيفاً: "هذا الجهد التنموي الكبير والتاريخي جعل مدينة مثل الداخلة ورشاً مفتوحاً للإنجازات، لكي يقتنع العالم بأن المملكة المغربية تبذل في هذه الأقاليم المباركة جهوداً جبارة متواصلة لتكون في مستوى ما يأمله لها المغاربة جميعاً من تقدم وتطور (...)".
تعبئة حزبية
أما على الصعيد الحزبي، فوصف المسؤول الحزبي ذاته "انطلاقة الجولات الجهوية بأنها مباركة لجولة من اللقاءات عبر مختلف الأقاليم ومختلف الجهات، لأننا التزمنا قبل الانتخابات أن نباشر السياسة بأسلوب جديد، نبيل ونظيف بعيد عن الشعبوية، يقوم على سياسة القرب وعلى مكاشفة ومصارحة المواطنين قبل دخول الحكومة.. وها نحن نعود بعد أربع سنوات لنستخلص من مقترحات الناس ومن تجربتنا ما يؤهلنا وما يسمح لنا بأن نستشرف رؤية تنموية جديدة في أفق 2030 لكي يظل هذا الأمل ولكي تتواصل الإنجازات لصالح التجاوب مع تطلعات المغاربة".
وعلى المنوال ذاته نسجت نبيلة الرميلي، عضوة المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، قائلة ضمن تصريحها: "إننا في أوّل الجولات التي يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار على صعيد المملكة؛ فتواجدنا اليوم بالداخلة ذو دلالات كبيرة على وحدتنا الترابية وما حققته الدبلوماسية في مسار قضيتنا ووحدتنا الترابية".
وأضافت: "نهنئ أنفسنا على ما وصلت إليه المملكة، ودورنا كحزب التجمع الوطني للأحرار أن نتشبث بقضيتنا الوطنية ونتعهد بمواصلة نضالنا وراء صاحب الجلالة لنصل إلى المبتغى"، مستحضرةً "لزوم الإشادة بكل مجهودات الحكومة في حصيلة الحوار الاجتماعي".
وخلصت إلى أن "من القضايا التي أثيرت اليوم بالمكتب السياسي هو التنظيم الحزبي على صعيد المغرب في أفق الاستحقاقات القادمة، وكيفية الاستعداد الجيد لها، ليكون النقاش مع الأحرار نقاشاً حول المستجدات وإنجازات الحكومة ومتانة التحالف الحكومي القائم".