تتوقع مصادر «الصحراء المغربية»، استمرار ارتفاع منحنى الإصابات المؤكدة بفيروس كوفيد 19 في المغرب، إلى ما قد يفوق 7 آلاف حالة إصابة على الصعيد الوطني، مع ترقب استمرار تصدر مدينة الدارالبيضاء رأس قائمة التوزيع الجغرافي لعدد الحالات المؤكدة، حيث تراوح عدد الإصابات ما بين 2000 و4 آلاف حالة، خلال أقل من أسبوعين. وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد19، عن أن عدد الحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس، المعلن عنها بشكل يومي، يظل دون الواقع الحقيقي للإصابات بالعدوى في المغرب، والذي قد يكون الضعف أو أكثر، أخذا بعين الاعتبار وصول عدد الحالات النشطة إلى ما يفوق 46 ألف حالة، وإنجاز 22 ألفا و254 اختبارا، خلال 24 ساعة، إلى غاية مساء أول أمس الأربعاء. وتبعا لذلك، فإن نسبة الإصابات الإيجابية ضمن مجموع الاختبارات المنجزة، يوميا، على صعيد العاصمة الاقتصادية يصل إلى 25 في المائة، مقابل 20 في المائة على الصعيد الوطني، أي من بين 100 تحليل منجز تكتشف إصابة 25 شخصا، في الفترة الوبائية الحالية، مقابل اكتشاف 3 إصابات إيجابية فقط في كل 100 اختبار منجز في زمن استقرار الوضعية الوبائية، إلى غاية نونبر وقبل ظهور المتحور «أوميكرون»، يوضح عفيف. بالموازاة مع ذلك، قفز مجموع عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة المتكفل بها داخل أقسام الإنعاش المخصصة لكوفيد من 293 إلى 368 حالة، في ظرف أقل من أسبوع، 90 في المائة منها سجلت خلال 24 ساعة على غاية مساء أول أمس الأربعاء، بينها حالات تحت التنفس الاختراقي، ما رفع معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد 19 من 4.6 في المائة في المائة إلى 7 في المائة، في ظرف زمني أقل من 10 أيام، إلى غاية مساء ويعود سبب هذه الزيادات في عدد الحالات الإيجابية داخل مدينة الدارالبيضاء إلى معطيات واقعية تعود إلى طبيعة الحياة داخل العاصمة الاقتصادية التي تشهد حركية سكانية وكثافة في ممارسة الأنشطة الاقتصادية، ما يسهل انتشار الفيروس فيها، يفيد عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد19. في مقابل ذلك، اعتبر عفيف أن نسبة الفتك جراء الإصابة بالفيروس غير مقلقة، بالنظر إلى أنها تظل دون مؤشر القلق، مقارنة بعدد الحالات المؤكدة، إذ يسجل ما بين 8 إلى 13 وفاة من بين 7 آلاف حالة مؤكدة، منذ أسبوع، ما سمح بعدم تجاوز معدل الفتك للخط المثير للقلق، إذ يظل عند مستوى 1.5 في المائة، منذ أزيد من أسبوع، مقابل ارتفاع نسبة التعافي إلى أزيد من 94 في المائة. وتبعا لذلك، جدد عفيف الدعوة إلى ضرورة الإقبال على التلقيح بالحقنتين وبالحقنة الثالثة المعززة، للرفع من وتيرة التلقيح البطيئة حاليا، إذ لا يصل عدد الملقحين بالحقنات الثلاث، يوميا، 100 ألف حالة، أقل من 5 آلاف بالحقنة الأولى، في الوقت الذي تسعى فيه السلطات إلى بلوغ عدد تلقيح 200 ألف شخص بالحقنة الثالثة، يوميا، بالنظر إلى توفر إمكانات بشرية ولوجيستيكية لإجراء 500 ألف تلقيح يوميا، يبرز عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد19. وتكمن أهمية التشديد على أخذ الحقنة الثالثة في أنها أثبتت نجاعة ضد الأشكال الخطيرة الناتجة عن العدوى بنسبة وصلت إلى 90 في المائة و60 في المائة بالنسبة إلى تفادي الحالات الحميدة للمرض، مع العمل على تغيير بروتوكول العزل من خلال خفض مدة العزل من 10 إلى 7 أيام، على أساس إجراء اختبار PCR لدى المريض في اليوم السادس لاستئناف العمل في اليوم 7، يقترح عفيف. ولفت عفيف الانتباه إلى انعكاسات توسع انتشار عدوى الفيروس على ديمومة ممارسة الأنشطة المهنية، لا سيما في المرافق العمومية التي باتت تعرف ارتفاعا في عدد الغيابات المرتبطة بالمرض، ما قد يكون له تأثير على السير العادي لتقديم الخدمات للمواطنين والزيادة في أعباء العمل على الفئات الأخرى.