استرخي، هدئ أعصابك، هون عليك... عبارات كثيرة نقولها كي نهون من مشاق الحياة على أنفسنا أو على الأشخاص المحيطين بنا، لكن الواقع يقول بأن الكثير من الأشخاص يجدون صعوبة في التمكن من الاسترخاء. يعود هذا جزئيا إلى كثرة المشاغل، وتعودنا على العمل وعدم قدرتنا على أخذ قسط من الراحة عندما يكون الوقت مواتيا للقيام بذلك. وقد يصل الأمر بالنسبة لبعض الأشخاص إلى حد المعاناة من الضغط النفسي عند حلول وقت الاسترخاء، وذلك جراء إحساسهم بضرورة القيام بشيء آخر «نافع» بدل الاسترخاء، وقد يسوء الأمر أكثر عندما يكون الشخص يعاني من الاكتئاب أو القلق. الاسترخاء جد مهم، خصوصا لأنه يمكننا من الاعتناء بصحتنا العقلية. ولا يساعد الاسترخاء فحسب على التغلب على الضغط النفسي والقلق، بل يجعلنا أقل عرضة للمتاعب في المقام الأول، ولا يكمن الاسترخاء فقط في التوقف عن العمل وأخذ قسط من الراحة، بل في التمكن من التخلص من التوتر البعدي الناجم عن مشاق العمل اليومي. يربط بعض الأشخاص عملية الاسترخاء بمشاهدة القنوات التلفزيونية أو تصفح الإنترنيت، لكن ذلك لا يعدو كونه أحد أشكال اللهو والتسلية، حيث لا تساعد أنشطة كهاته في قطع حبل الأفكار السلبية، أو المخاوف، وفور التوقف عن مشاهدة التلفاز أو لدى إغلاق الحاسوب، يعود هؤلاء الأشخاص لنفس الحالة التي كانوا عليها في السابق. إن القيام بأخذ خطوات فعالة لأجل الاسترخاء يساعد كثيرا على استعادة الحيوية، وهو ما يجعلك تحس بأن حياتك متوازنة وبأنك تتحكم في مسارها. وفي هذا الصدد، ينبغي البحث عن النشاط الذي يجعلك تحس أكثر بالراحة، كممارسة الرياضة، أو قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، أو تخصيص حيز من الوقت كل يوم لأجل البقاء لوحدك والتركيز على التنفس. قد يبدو هذا الأمر سخيفا، لكن التركيز على التنفس مفيد جدا لأجل الاسترخاء. لكن تظل لكل شخص طريقته الفريدة في الاسترخاء، المهم هو إيجاد النشاط الذي يعيد إليك الحيوية. كما ينبغي التذكر أن ما يصلح بالنسبة لشخص معين، لا يصلح بالضرورة للجميع.