شهدت مدينة طنجة، مساء الجمعة الماضي، تنظيم أكبر احتجاج داعم لأهالي غزة وطنيا، والذي شاركت فيه هيئات سياسية ونقابية ومهنية مختلفة، لتشكل مسيرة ضخمة، طالبت بوقف العدوان على القطاع وتجريم التطبيع مع إسرائيل، معيدة إلى الأذهان، من ناحية الكم والتنوع، مسيرات حركة 20 فبراير. وشهدت المسيرة، التي انطلقت من مسجد محمد الخامس بوسط المدينة، في اتجاه شارع مولاي يوسف، رفع شعارات قوية تتهم الأنظمة العربية بالعمالة والخيانة، وتنتقد صمتها المطبق تجاه المجازر التي يعاني منها سكان قطاع غزة، وتعتبره مشاركة مباشرة في العدوان الإسرائيلي. ووجه المشاركون في المسيرة أيضا، رسائل مباشرة إلى الدولة المغربية، مطالبين إياها بوقف التطبيع مع إسرائيل بكافة أشكاله، واصفين المطبعين بأنهم «خونة»، وبأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، كما طالبوا الحكومة المغربية باتخاذ موقف قوي مما يجري في غزة من عدوان. وشهدت المسيرة ترديد كلمات وشعارات تعبر عن رفض الشعب المغربي لكافة أشكال التطبيع، والتأكيد على عدم الاعتراف بما يسمى «دولة إسرائيل»، وقام مجموعة من المشاركين برفع صور لخريطة فلسطين التاريخية وحرق أعلام إسرائيلية، في مشهد عرف تفاعلا كبيرا من لدن المشاركين. وكان لمصر مساحة كبيرة من الانتقاد خلال هذه المسيرة، حيث وصف المحتجون قائد الانقلاب العسكري هناك، عبد الفتاح السيسي، بالمجرم والدموي، معتبرين النظام المصري الحالي شريكا في العدوان على غزة، كما اعتبروا أن المتعامل مع النظام الحالي لا يمثل الشعب المغربي، فيما بدا وكأنه إشارة مباشرة للرحلة الأخيرة لوزير الخارجية صلاح الدين مزوار لمقابلة السيسي. ورفع المشاركون في المسيرة، شعارات دالة على الالتحام الشعبي المغربي والفلسطيني، من قبيل «من طنجةلفلسطين.. شعب واحد مش شعبين»، و»تحية مغربية لغزة الأبية»، بالإضافة إلى بعث تحية إلى كافة كتائب المقاومة الفسلطينية، والإشادة بمجموعة من قادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، ورئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية. ونظمت هذه المسيرة، من طرف تنسيقية تضم هيئات سياسية وحقوقية ونقابية ومهنية وجمعوية، وشهدت حضور المنتسبين إلى جماعة العدل والإحسان إلى جانب أعضاء حركة التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية، بالإضافة إلى التيار السلفي، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عن حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والاشتراكي الموحد ومجموعة من الاحزاب اليسارية الأخرى، كما كان بارزا الحضور القوي لشباب حركة 20 فبراير من مختلف التيارات، وقدر عدد المشاركين في هذه المسيرة بالآلاف. وشهدت المسيرة أيضا حضور برلمانيين ومستشارين جماعية، إلى جانب محامي هيأة طنجة، الذين شاركوا في المسيرة مرتدين لباسهم الرسمي، مع الإشارة إلى الحضور المكثف لعناصر الأمن على طول مسار الاحتجاجات التي دامت زهاء ساعتين.