يعد مسجد الجزائر، بحي سيدي البرنوصي، في الدارالبيضاء، من المساجد العتيقة، التي بنيت في عهد الملك الراحل الحسن الثاني. هذا المسجد الذي تم تدشينه سنة 1969 جاء تزامنا مع انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي الأول بمدينة الرباط، وذلك تثمينا لروابط الأخوة التي تربط المغرب بالبلدان العربية، حيث تم إطلاق اسم الجزائر على المسجد الذي يصنف من ضمن أضخم المساجد في الدارالبيضاء، فهو يعد قبلة للمصلين من كل أحياء المنطقة، بحكم قربه من بيوت السكان، وبحكم قدم إمامه الذي يؤم المصلين منذ تاريخ تدشين هذا المسجد العتيق. بالقرب من شارع صهيب الرومي بحي البرنوصي في الدارالبيضاء، تتراءى لك صومعة المسجد الشامخة، التي حينما يسمع صوت المؤذن بها، تتسارع حركة السيارات وحركة المواطنين، خاصة من يجلسون بالقرب من الحديقة المجاورة للمسجد وهم في الغالب من الشيوخ والنساء. وفي المناسبات الدينية كشهر رمضان، تظهر الاستعدادات بالمسجد، الذي يتطوع للعمل فيه شباب المنطقة ونساءها، يقومون بتنظيفه وتشميس الزاربي، ونفث الأتربة والغبار المتراكم على الجدران، حتى يتم استقبال الشهر الكريم، والأضواء قد أضيئت لتملأ المسجد نورا يزيد المكان رهبة وخشوعا، ينضاف للبناء التاريخي للمسجد، الذي حوله إلى فسيفساء معمارية بملامح الأصالة الطاغية على زواياه وجدرانه. في هذا الشهر الكريم يمتلئ المسجد بالمصلين، منهم من اعتادوا الصلاة به لسنوات، فلا يستطيعون فراقه وتغييره بمسجد آخر، فنفسهم ترتاح فيه، بحكم صلتهم الطويلة مع إمامه، فرغم انتقالهم إلى أحياء أخرى بالمدينة الكبيرة، تجدهم وقت أذان العشاء داخل المسجد ينتظرون صلاة التراويح. وبحكم قدم المسجد وشهرته في ربوع حي البرنوصي، فإنه اشتهر بتقديم المسابقات القرآنية التي يحضرها أشهر الأئمة والمقرئين، ينصتون لأحسن الأصوات وأجودها، كما أن المسجد يقدم على ضوء تعليمات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، دروسا في الوعظ والإرشاد ودروسها لتأطير الحجاج في كل موسم حج، فضلا عن تقديم دروس في التجويد للأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما يثير استحسان هذه الفئة من المواطنين.