كشفت مصادر مطلعة أن العمدة إدريس الأزمي قرر إلغاء ما عرف ب»الشاطئ الاصطناعي» لعمدة فاس السابق، حميد شباط، والذي أعلن منذ سنة 2009 على أنه سينشئه بمنطقة «واد فاس» على مساحة تمتد على 22 هكتار كانت عبارة عن منطقة خضراء، لكن دون أن يظهر له وجود، رغم أن تصريحات سابقة للعمدة السابق قد أكدت بأن العمل على إنجازه سيبدأ في سنة 2010. وقالت المصادر إن عمدة المدينة الجديد قرر أن يحول المنطقة التي كان من المرتقب أن تحتضن هذا المشروع إلى متنفس أخضر لفائدة سكان المدينة. وزادت المصادر في القول إن وزارة الداخلية، قبل أن يتخذ الأزمي قراره، رفضت التأشير على هذا المشروع، وظل في رفوف المجلس الجماعي. ويتجه المجلس الجماعي الحالي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية إلى إحداث مرافق عمومية وأخرى للترفيه في وسط المتنفس الأخضر بالمنطقة. وكان شباط قد روج إعلاميا لمشروع الشاطئ الاصطناعي بالمدينة، وذهب إلى أن الغرض من إحداثه هو تمكين فقراء المدينة من شاطئ، مضيفا، في تصريحات صحفية، بأن ولوجه سيكون بالمجان، جزء منه سيخصص للذكور، وجزء آخر سيخصص للإناث، لكن هذا المشروع لم ير النور، رغم أنه أكد لعدة مرات أن المشروع سيخرج في «القريب العاجل» إلى حيز الوجود، دون تقديم أجندة محددة لهذه الفكرة «الغريبة» التي قال شباط إنها ترمي إلى خدمة الفقراء في هذه المدينة الداخلية التي تعرف موجة حرارة مفرطة في فصل الصيف، دون أن يكون لدى فئات واسعة من سكانها إمكانية السفر لقضاء عطلهم في الشواطئ كما هو الحال بالنسبة للأغنياء. وكلفت دراسة إنجاز المشروع، بحسب المعطيات المتوفرة، ما يقرب من مليون ونصف المليون درهم، وحدد المبلغ الإجمالي لإنجازه في 10 ملايين درهم. واعتبر المجلس الجماعي السابق لفاس، بأن مشروع إحداث الشاطئ الاصطناعي يندرج ضمن تصور عام لتهيئة منطقة «واد فاس»، موردا بأن هذه المنطقة تعرف برمجة عدد من المحلات والمرافق الموجهة لأغراض سياحية وترفيهية وتجارية. وقال المجلس الجماعي، وهو يدافع عن مشروع استغلال هذه المساحة المخصصة للشاطئ الاصطناعي، إن إنجاز هذا المشروع يتطلب إمكانيات كبيرة، ما دفع المجلس إلى عرضه على المستثمرين قصد تقديم مقترحاتهم وعروضهم، «مما يتطلب إعطاء الموافقة المبدئية على عملية استغلال المساحة الأرضية». وإلى جانب الشاطئ الاصطناعي، بادر شباط إلى إحداث «برج إيفل» في شارع قريب من «قلعته السابقة» في منطقة بنسودة، لكن السلطات المحلية سرعان ما اتخذت قرار إزالته، لأنه لم يراع الإجراءات المعمول بها، ما دفع المجلس في ولايته، إلى إزالته في وقت متأخر من الليل، وتحويله إلى وجهة مجهولة. كما تحدث شباط، قبل سقوطه المدوي في المدينة، عن قرب إحداث حديقة ب»مليون وردة»، ومشروع مكتبة أكبر من مكتبة الإسكندرية. واستغل رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، المشروعين، للسخرية من الأمين العام لحزب الاستقلال، في تجمع انتخابي عقده بمدينة فاس، ومهد لاكتساح حزب «البيجيدي» للانتخابات المحلية، قبل أن يتهمه ب»الكذب والجهل والخلط بين الأشياء». وكان المجلس الجماعي لفاس، في عهد الاستقلاليين، قد أعاد الحديث في دورة شهر ماي من سنة 2014، عن مشروع الشاطئ الاصطناعي، وقرر إدراجه في مداولات الدورة، حيث قررت أغلبية المجلس الموافقة المبدئية لعملية استغلال المساحة المخصصة لإنجاز «شاطئ فاس» عن طريق الكراء، بما كان يفيد بأن التوجه ليس هو إحداث شاطئ اصطناعي للفقراء، وإنما توجيه هذه المساحة الممتدة في موقع استراتيجي للمستثمرين والشركات العقارية، ما دفع العمدة الأزمي، وهو يطلع على وثائق الملف، إلى إقبار المشروع، واتخاذ قرار تحويل المنطقة إلى مساحة خضراء.