المسائية العربية: مراكش بعدما عاين قائد السلطة المحلية لجماعة أولاد حسون وضعية سيدة مسنة كانت في وضعية نفسية حرجة، لم يتردد في استعارة سيارة إسعاف من جماعة الويدان و الوقوف شخصيا على عملية نقل المرأة إلى مستشفى الأمراض العقلية بمراكش، وقد لقيت هذه المبادرة استحسانا لذى الرأي العام المحلي ، إلا أن ما جرى بعد ذلك يعتبر قمة في الاستهتار بسلامة المواطن وضربا لحقوقه ولقيم المواطنة ، وحسب مصدر موثوق، فقد أجريت للمرأة عدة فحوصات بالمستشفى الرازي، وسلمت لسائق سيارة الإسعاف وثائق قصد تسهيل ولوجها إلى دار البر والإحسان، قصد الرعاية وتتبع العلاج وقف السائق أمام دار البر والإحسان مستغربا، بعد رفض الإدارة استضافة المرأة، وظل يكرر محاولاته ويذكر المسؤولين عن الداربأن المرأة ليس لها ملجأ ولا اسرة تأويها، وأن حالتها الصحية لا تسمح لها بالبقاء في العراء ، إلا أن كل ذلك لم يكن ليثير عاطفة المسؤولين أو تنيهم عن اتخاذ قرار دون مبرر يذكر, وبعد فشل كل المحاولات، عاد السائق بالمسنة من حيث أتى، ووقف الكل أمام هذه الإشكالية المعقدة، وعيونهم على المرأة التي لا خيار امامها سوى العودة إلى الشارع لتبث له احزانها وآلامها، وتشكو وحدتها وغربتها داخل وطنها الرحيم، ليبقى السؤال مطروحا ما الجدوى من هذه الدور إذا لم تقم بإيواء العجزة والمسنين المشردين، ومن يملأها في غياب استقبالها لمن هم في أشد الحاجة إلى العناية والمراقبة .