وعلى الرغم من أن الملك كارلوس زار المغرب رسميا سنة 1979، وعاد ليزوره من جديد سنة 1986 من أجل حضور الذكرى ال25 لعيد العرش، إلا أن الحسن الثاني لم يزر مدريد حتى سنة 1989، بغية تهيئ الأرضية للمبادرة الحاسمة المتمثلة في اتفاقية الصداقة وحسن الجوار والتعاون، وهي الاتفاقية التي تم توقيعها سنة 1991، لكن لم تدخل حيز التنفيذ حتى سنة 1995. وعلى الرغم من أنها لم تصل إلى مستوى العلاقات التي تربطه بالحسن الثاني، إلا أن الملك خوان كارلوس كانت لديه علاقة وثيقة بملك الأردن الحسين، حيث زاره سنة 1977، فيما زار الحسين مدريد بعد ذلك بسنتين، وهي العلاقة التي توطدت كثيرا بفعل الارتباط الوثيق بين عقيلتي العاهلين. كانت الملكة نور معجبة كثيرا ببساطة وزهد القصر الملكي الإسباني، إلى درجة أنها حاولت تقليده من خلال إقامة شيدتها في العاصمة عمان. ونظرا إلى موقعها الجغرافي وأهميتها الاستراتيجية، سمحت العلاقة مع الأردن للملك خوان كارلوس بتتبع ومواكبة عن قرب تطور الأحداث السياسية في الشرق الأوسط. كما رأينا، بدأ الملك خوان كارلوس يجلب إليه اهتمام العديد من الملوك البارزين في الشرق الأوسط، خاصة الأعضاء البارزين في أسرة آل سعود، حتى قبل اعتلائه العرش، إلى درجة أنه كان واحدا من الزعماء الأجانب غير العرب الذين استدعوا لحضور تشييع جثمان الملك فيصل بعد اغتياله سنة 1975. خلال الأزمة الثانية للبترول التي تسبب فيها سقوط شاه إيران وبداية حرب العراق ما بين 1979 و1980، منح ولي العهد الأمير فهد الذي تحول إلى الرجل القوي في السعودية بعد اعتلاء الملك خالد العرش، 100 ألف برميل يوميا من النفط الخام لمدريد بسعر خاص، قبل أن يضيف لها من بعد 50 ألف برميل آخر، حيث أطلق الخبراء على هذه المبادرة الأخيرة لقب "حصة الملك". بعد ذلك، مهد الملك خوان كارلوس الطريق لإسبانيا لشراء كميات إضافية من النفط الخام مقابل سعر مخفض بفضل علاقته مع ملوك قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت، وهي البلدان التي زارها ما بين 1980 و1981، وهي سنوات كانت صعبة على الاقتصاد الإسباني.6