مأساة أكبر أزمة للهجرة السرية في القرن الحالي بين المغرب وإسبانيا تتفاقم وتندر بالأسوأ، إذ بعد حادث مصرع المهاجرة المغربية حياة بلقاسم وجرح ثلاثة آخرين برصاصات البحرية الملكية قبل أسبوع في مياه تطوان-الفنيدق، بعد مطاردة قارب سريع على متنه نحو 20 مهاجرا، كشفت معطيات جديدة أن المياه المغربية الإسبانية شهدت فاجعة جديدة غرق على إثرها 34 مهاجرا بعد غرق سفينة كان على متنها 60 مرشحا تقريبا للهجرة. في هذا الصدد، كشفت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، نقلا عن البحرية المغربية ووكالة إغاثة إسبانية أن نحو 34 مهاجرا لقوا حتفهم في تحطم سفينة في غرب البحر المتوسط في حادث نجا منه 26 آخرين. وقال جول ميلمان، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، ل”رويترز” إن “القارب جنح يوم الأحد وعلى متنه 60 شخصا. غرق 34 على الأقل ويبدو أن هناك 26 ناجيا”. مصدر مطلع أكد ل” اليوم 24″ أنه حوالي الساعة الخامسة صباحا، من أول أمس الاثنين، اتصل مهاجرون في أعماق البحر خرجوا من مياه طنجة بمنظمات حقوقية إلى جانب خفر السواحل الإسبانية، طالبين الاستغاثة. وأضاف “كنا نتواصل معهم من الساعة الخامسة صباحا حتى الساعة الخامسة زوالا من اليوم نفسه”، وفي آخر اتصال أخبرونا أنه “توفي أكثر من 10 مرشحين”. المصدر ذاته، انتقد ما سماه “عدم تعاون السلطات المغربية والإسبانية، كما أنهما تأخرا في التدخل ولا نعرف لماذا”. وأكد، أيضا، أن هناك ناجين أكدوا لهم أن “عملية الإنقاذ تأخرت حتى مساء أول أمس الاثنين، وأن هناك ما بين 34 قتيلا ومفقودا، ولا نعرف إلى حدود الساعة كم عدد الجثامين التي وصلت إلى مستشفى مدينة الناظور”. وأنه “من بين القتلى والمفقودين، يوجد طفلان: طفلة كانت مع والدتها نجت بأعجوبة من الغرق”. مصدر آخر أوضح للموقع أنه تم انتشال 11 جثة: 8 مهاجرين، ومهاجرتين، وطفل، فيما لا تعرف جنسيات الضحايا الآخرين. من جهتها، كشفت المنظمة الإسبانية “مشيا على الحدود” أن البحرية الملكية المغربية كانت تبحث منذ يوم الأحد الماضي عن قارب شبه غارق على متنه 60 مهاجرا، مبرزة أن أكثر من 10 لقوا مصرعهم غرقا. وأضافت أنه من بين المهاجرين ال60 هناك 20 امرأة، وثلاثة أطفال. هلينا مالينو، الناشطة الحقوقية في مجال الهجرة، أكدت في تصريح ل”اليوم 24″ أن إسبانيا تصرف الكثير من الأموال الطائلة على عسكرة الحدود وتعزيزها، ولكنها لا تصرف أي شيء من أجل تعزيز ودعم عمليات الإنقاذ التي تقوم بها عناصر خفر السواحل الإسبانية، كما انتقدت، كذلك، بطء تدخل البحرية الملكية المغربية.