بعد مرور أكثر من شهرين على مقتل الشابة حياة بنيران البحرية الملكية، وهي على متن قارب، كان يقل مهاجرين سريين شمال المملكة، أصدرت منظمة العفو الدولية، يوم أمس الثلاثاء، تقريرا حول تعامل السلطات المغربية مع ظاهرة الهجرة من مدن الشمال في اتجاه أوربا، وذلك بتزامن مع اليوم العالمي للمهاجرين. تقرير “أمنستي” وصف الحملة، التي شنها المغرب ضد المهاجرين غير الشرعيين ب”حملة المداهمات القاسية، وغير القانونية، التي شنت من أجل السيطرة على الهجرة غير الشرعية من المغرب إلى إسبانيا، في شتنبر 2018، ضد آلاف المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى، وطالبي اللجوء، واللاجئين. وقالت منظمة العفو الدولية إن “ما قامت به قوات الأمن من مداهمات عنيفة، بشكل خاص، على المستوطنات العشوائية، والمخيمات المؤقتة، التي يقطنها المهاجرون حول طنجة، والناظور، ونقطة العبور إلى جيب سبتةالمحتلة غير قانوني، كما أنها في بعض الحالات، التي وثقتها منظمة العفو الدولية، أضرمت النار في المخيمات، وحرقت ممتلكات المهاجرين، وسرقت هواتفهم المحمولة”. وأكد تقرير المنظمة الحقوقية أن المواطنين المغاربة، أيضا، وجدوا أنفسهم يواجهون عنفا قاسيا من طرف السلطات، والدليل ما قامت به القوات البحرية الملكية المغربية باعتراضها قاربا، يحمل على متنه 15 مواطنا مغربيا، على الأقل، في المياه المغربية بالقرب من مدينة الفنيدق في الشمال، حيث أطلقت عليه النار لإيقافه، ما أدى إلى مقتل حياة بلقاسم، البالغة من العمر 19 سنة. وحصلت منظمة العفو الدولية على تصريح من خدوج حمدوني، والدة الراحلة حياة بلقاسم، حيث قالت: “كانت ابنتي، حياة، ستكمل سنتها العشرين في نونبر. كانت بِكر أولادي الخمسة، وأكثرهم شجاعة. كانت تمثل العالم بأسره بالنسبة إلي. ترك غيابها فجوة كبيرة في عائلتنا، ولن يملأها شيء بعد الآن”. وأضافت المتحدثة نفسها: “قبل أن تقتل ابنتي على أيدي القوات البحرية في المتوسط، كانت تكمل سنتها الثانية في كلية الحقوق، أرادت أن تصبح محامية أو مدرسة. قرّرت حياة أن تصبح “حراكة” كي تنضمّ إلى عمتها، التي ربتها، والتي تعيش في إسبانيا. كانت حالمة، ومفعمة بالآمال. أرادت مستقبلاً أفضل. قتلتها السلطات. قتلتها ولم تفعل شيئاً لترينا حقيقة ما حصل. لم تفعل السلطات شيئاً سوى مراقبة منزلنا يوم دفنها. لا نعرف ما علينا فعله.. لا شيء سيعيد لنا حياة، لكننا ما زلنا نريد معرفة حقيقة ما جرى”.