تحول طلب، تقدمت به السلطات المصرية إلى قناة “سي. بي. إس” الأمريكية، بإلغاء بث برنامج، استضافت فيه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى فضيحة عالمية، تحاول القاهرة جاهدة لملمة تداعياتها، فيما خرج مقربون من الرئاسة بتبريرات جديدة حول الأمر. وحسب القناة الأمريكية ذاتها، فإن السيسي تطرق، خلال برنامج “60 دقيقة”، الذي يرتقب عرضه، مساء اليوم الأحد، إلى عدة قضايا حساسة، أهمها التنسيق، والتعاون بين الجيش المصري، والجيش الإسرائيلي، وأعداد المعتقلين السياسيين في بلاده، وكذا مسؤوليته عن أحداث اعتصام رابعة العدوية، الذي قتل فيه المئات من المتظاهرين. وعلى الرغم من ذلك، فإن مصدرا في الرئاسة المصرية نفى أن تكون مصر قد اعترضت على إذاعة الحوار بسبب ما قاله الرئيس، بل إن الأمر يرجع إلى “الشكل”، الذي ظهر به خلال البرنامج. وأوضح المصدر نفسه، في حديث إلى صحيفة “عربي بوست”، أن ما قاله الرئيس بخصوص إسرائيل مكرر، وقيل مراراً على لسان الرئيس، الذي صرَّح في الأممالمتحدة سلفاً بحق المواطن الإسرائيلي في حياة آمنة، فضلاً عن أن التعاون الاستخباراتي في سيناء مع إسرائيل ليس سراً، كما أن ما قيل بخصوص ملف الحريات، والمعتقلين السياسيين ليس جديداً، ولا يمثل إحراجاً للرئيس مطلقاً، فقد سبق أن قال السيسي الكلام نفسه أثناء مؤتمره الصحافي مع الرئيس الفرنسي ماكرون. شكل الرئيس الذي ظهر به لا يعزز الصورة التي يريدها ونقلت صحيفة “عربي بوست”، عن مصادرها، أن اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية، أمر سفير بلاده في أمريكا بالتقدم إل القناة بطلب عدم بث البرنامج، وقال: “الرئيس شكله طالع مش حلو، خليهم ما يذيعوش”. وأوضح المصدر نفسه أن الأزمة تمثَّلت هنا في “شكل” الرئيس. “السيسي لم يعجبه شكله، خلال الحوار، بعدما اطَّلع على مقتطفات منه عقب انتهاء التصوير”. ونشر برنامج 60 دقيقة مقطع فيديو، مدته دقيقة واحدة، من مقابلة أجراها مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بدا فيها متوتراً، ويتصبَّب عرقاً، عندما واجهه المذيع بمجموعة من الأسئلة المتعلقة بالاعتقالات السياسية في بلاده. وذكر المصدر نفسه أن الرئيس المصري “بدا مهزوزاً أمام المذيع، وهو ما يتنافى مع الصورة الذهنية، التي يحرص الرئيس على تصديرها عن نفسه، كرجل قوي، ومسيطر على انفعالاته، والوضع. وأداء كل من المذيع، والرئيس لم يكن ليخدم تلك الصورة الذهنية مطلقاً، وهذا تحديداً ما جعل السيسي يكلف اللواء عباس كامل بإنهاء تلك القصة، وعدم إذاعة اللقاء”. “استدراج السيسي ومقارنته بالقذافي” في السياق ذاته، اعتبر الإعلامي المصري، محمد عبد الرحمان، الذي دأب على تقديم المؤتمرات الرئاسية، الخاصة بالسيسي، أن الإشكال في الطريقة، التي اعتمدتها قناة “CBS” للترويج لحوارها معه. وقال “عبد الرحمن”، في تغريدات عبر حسابه في “تويتر”: “مذيع ومنتجة (60 دقيقة) على “CBS” الأمريكية، يروّجان لحوارهما المسجل مع الرئيس السيسي، والذي سيذاع بعد ساعات، بالتلميح إلى أنهما بعبقريتهما الفذّة استطاعا استدراج الرجل، الذي هو المدير السابق للمخابرات الحربية المصرية، ومحطم جماعة الإخوان، ورئيس مصر لسنوات.. استدراجه لقول ما لم يكن يريد قوله”. وأضاف المتحدث نفسه: “تماماً كما يرى العنصريون كل الأفارقة متشابهين، هكذا يبحث معظم الإعلاميين الأمريكيين في كل حاكم عربي عن (قذافي)”. وكانت قناة “سي بي إس” الأمريكية قد قالت، الخميس الماضي، إن مسؤولين في السفارة المصرية في واشنطن تواصلوا معها لمنع بث الحوار، الذي أجري مع “السيسي”، مؤكدة أنها قررت رفض هذا الطلب، وبث الحوار كاملًا. مذيع ومنتجة(60دقيقة) علىCBSالأمريكية يروّجان لحوارهما المسجل مع الرئيس السيسي-والذي سيذاع بعد ساعات-بالتلميح إلى أنهما بعبقريتهما الفذّة استطاعا استدراج الرجل الذي هو المدير السابق للمخابرات الحربية المصرية،ومحطم جماعة الإخوان،ورئيس مصر لسنوات..استدراجه لقول ما لم يكن يريد قوله! — محمد عبدالرحمن (@M_ARahman) January 5, 2019 تماماً كما يرى العنصريون كل الأفارقة متشابهين، هكذا يبحث معظم الإعلاميين الأمريكيين في كل حاكم عربي عن (قذافي)! — محمد عبدالرحمن (@M_ARahman) January 5, 2019