في لقاء له في المعهد العالي للصحافة والإعلام في الدارالبيضاء، عرج الكاتب والناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا، في حديثه عن عديد القضايا المرتبطة بتجربته مع مختلف المهام التي تولاها، على الوضع الحقوقي في المملكة والاحتجاجات التي شهدها المغرب في الآونة الأخيرة أبرزها حراك الريف والأحكام التي طالت قيادييه، وجدل لغات التدريس في المنظومة التعليمية، بالإضافة إلى ما يعتري المشهد الحزبي المغربي من علل. وفي هذا السياق، أبرز حسن أوريد أن الوضع الحقوقي في المغرب يشهد انتكاسة كبيرة، معتبرا أن أي ملاحظ نزيه يستطيع أن يستخلص ذلك دون حاجة لما يرد في التقارير الدولية لمعرفة ذلك، وغداة حديثه عن الوضع الحقوقي في المملكة، قال أوريد “أشعر بمرارة بخصوص هذه الإشكالية”. ارتباطا بالموضوع، تحدث الباحث في العلوم السياسية عما شهدته منطقة الريف من أحداث خلال الفترة الأخيرة، أفضت إلى اعتقال ومحاكمة نشطائه بأحكام ثقيلة بلغت 20 عاما، واعتبر أوريد أن الطريقة التي جرى بها تدبير المنطقة من طرف الدولة ساهمت بشكل كبير في اندلاع الأحداث والاحتجاجات التي شهدتها، “فمن غير المقبول استعمال العنف في الدولة الحديثة”، يقول أوريد. وأبرز صاحب “رباط المتنبي”، أنه لم تعمل الدولة على مراعاة الخصوصية الثقافية والسياسية للجهة، ووصف الأحكام التي طالت نشطاء الحراك بالثقيلة، وواصل يقول “هنالك مغرب ما قبل الحراك ومغرب ما بعد الحراك”. مشيرا إلى ضرورة مراجعة الدولة للطريقة التي جرى بها التعامل مع أحداث الريف. وورد في لقاء الباحث في العلوم السياسية، غداة حديثه عن المشهد الحزبي المغربي، إبان فترة الانتخابات التي شهدتها المملكة خلال سنة 2016، أن حزب الأصالة والمعاصرة هلهل البنية الحزبية المغربية واغتصب “طهرية الانتخابات”، مشيرا إلى مشهد الترحال السياسي الذي طبع تلك الفترة، مردفا أنه جرى إزاحة أحزاب أخرى من المشهد السياسي لصالح هذا الحزب، في إحالة على ما يبدو إلى حزبي العدالة والتنمية والاستقلال المتجدرين في منطقة الريف. وقال أوريد إنه كان على الدولة الاعتماد على المؤسسات والمنتخبين في تدبير أزمة الريف وليس على أشخاص و”الفاهم يفهم”، يقول أوريد. وهو ما يحيل ربما إلى تلميحه للامتيازات والدعم الذي كان يحظى بهما الأمين العام السابق لحزب الجرار، إلياس العماري. وفي حديثه عن الجدل الذي أثير أخيرا حول لغات التدريس في منظومة التعليم المغربية، قال أوريد إنه من الضروري جدا الاعتراف بأن سياسة تعريب التعليم فشلت فشلا كبيرا، وقال مخاطبا نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي قال في تصريح سابق له إن “تدريس المواد العلمية بالفرنسية جريمة”، “كيف تريد أن تقنعني بحبك للغة العربية وأنت لا تتقنها”. وأبرز المتحدث باسم القصر الملكي سابقا، أنه من الضروري جدا الانفتاح على اللغات الحية في التعليم، كيفما كانت هذه اللغات، فرنسية أو إنجليزية أو ألمانية، مع الانتصار للغة الفرنسية، مردفا أن اللغة العربية ليست بلغة علم “وغير منتجة”. وفي سؤال وجه له حول الوضع الذي تشهده الجارة الشرقية للمملكة، الجزائر، وعن العلاقات المغربية الجزائرية المتوترة، قال أوريد إن أزمة العلاقة بين البلدين لا تؤججها قضية الصحراء فحسب، بل هنالك أشياء أخرى كثيرة مرتبطة بالماضي، وأن قضية الصحراء ليست سوى جزء من المشكل. واعتبر المتحدث أن منطقة شمال إفريقيا مقبلة على تحولات عميقة ويجب مواكبة هذه التحولات.