أجلت المحكمة الابتدائية في الرباط، اليوم الاثنين، النظر في قضية وقف بث سلسلة "قهوة نص نص"، المبثوثة على القناة الأولى، بمبرر إهانة مهنة المحاماة، إلى غاية بعد غد الأربعاء. وشهد، اليوم، ثاني جلسات القضية، التي رفعها المحامي محمد الكصي، عن طريق دفاعه عمر الداودي، ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وطالب في مقالها الاستعجالي، بتوقيف بث سلسلة "نص نص"، المعروضة، يوميا، في توقيت الإفطار. وأجلت هيأة المحكمة النظر في القضية المذكورة إلى غاية 5 ماي الحالي، من أجل توفير مهلة للتأمل. ويشتكي المقال الاستعجالي الموجه إلى المحكمة ضد سلسلة "قهوة نص نص"، من الدور، الذي تؤديه الممثلة بديعة الصنهاجي، والذي اعتبر "ماسا بمهنة المحاماة ومكانتها الاعتبارية، ووقارها، ومن شأنه الانتقاد من مكانة المحامي". وطالب صاحب المقال الاستعجالي المحكمة بتوقيف سلسلة "نص نص"، والحكم بأداء القناة الأولى مبلغ 100.000 دهم عن كل يوم تأخير في التنفيذ. وفي المقابل، أكدت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، يوم أمس الأحد، حرية الإبداع الفني كما هي مضمونة دستوريا، لا سيما في الأعمال التخييلية، مشيرا إلى أنها جزء لا يتجزأ من حرية الاتصال السمعي البصري، كما كرسها القانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري والقانون رقم 11.15، المتعلق بإعادة تنظيم الهيأة العليا؛ إذ لا يمكن للعمل التخييلي أن يحقق وجوده، ويكتسب قيمته دون حرية في كتابة السينايو، وتشخيص الوضعيات، والمواقف، وتحديد الأدوار، وتمثيل الشخصيات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بعمل هزلي، أو فكاهي. واعتبرت "الهاكا" أن "التمثيل النقدي لمهنة معنية في عمل فني سمعي بصري لا يشكل قذفا، كما هو معرف قانونا، ولا قصد إساءة، بل هو مرتبط بحق صاحب العمل في اعتماد اختيارات فنية معينة، كما أن المطالبة بتوظيف الأعمال التخييلية لشخصيات، أو نماذج تجسد حصرا الاستقامة، والنزاهة في تقمصها لأدوار منتسبة لمهن معنية، ليس مسا بحرية الإبداع فحسب، بل إنه، أيضا، تجاهلا لدور، ومسؤولية الإعلام، لا سيما العمومي، في ممارسة النقد الاجتماعي، ومعالجة بعض السلوكيات، والظواهر المستهجنة".