تواصل المغربية هند زمامة، الأم والجدة وسيدة الأعمال، كتابة فصول ملهمة من قصص التحدي والنجاح، بعد تمكنها مؤخرا من بلوغ قمة « لاكارسنتز » (La Pyramid de Carstensz) في إندونيسيا، إحدى أصعب القمم السبع في العالم. وبهذا الإنجاز الجديد، تكون زمامة قد أتمت تسلق خمس قمم من أصل القمم السبع الأعلى في العالم، لتؤكد عزمها على إتمام « تحدي القمم السبع »، الذي يعد من أبرز التحديات الرياضية في مجال تسلق الجبال على الصعيد الدولي. ويأتي هذا التتويج بعد أشهر من نجاحها في تسلق قمة جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم، حيث رفعت العلم المغربي في لحظة رمزية جسدت فيها معاني الإرادة والاعتزاز بالانتماء الوطني. بدأ شغف هند زمامة بتسلق الجبال حين شاهدت برنامجا تلفزيونيا عن مغامرين يخوضون هذا النوع من التحديات، فقررت أن تخوض التجربة بنفسها. كانت البداية من المغرب، من قمة توبقال، الأعلى في شمال إفريقيا، ومنذ ذلك الحين تحوّل التسلق بالنسبة إليها من مغامرة عابرة إلى شغف دائم ورسالة في الإصرار وتحقيق الذات. في مسارها الرياضي، تمكنت زمامة من تسلق عدد من القمم العالمية، من بينها: جبل كيلمنجارو (5895 مترا – تنزانيا)، وجبل أكونكاغوا (6962 مترا – الأرجنتين)، وأيضا جبل إلبروز (5642 مترا – روسيا)، وقمة إيفرست (8848 مترا – نيبال)، وأخيرا قمة لاكارسنتز (4884 مترا – إندونيسيا). ورغم الصعوبات المناخية والانحدارات الصخرية الوعرة لمسار كارسنتز، تمكنت زمامة من بلوغ القمة، لتصبح واحدة من قلائل النساء العربيات اللاتي خضن هذا التحدي العالمي. وفي تصريح لها، أكدت زمامة أن هذا المسار هو أكثر من مجرد مغامرة رياضية، بل هو رحلة لاكتشاف الذات وتأكيد على أن أي تحد في الحياة قابل للتحقيق بالإرادة والتخطيط، مضيفة: « ليس ضروريا أن يكون حلمك هو تسلق الجبال. المهم أن تحلمي، وأن تفعلي ما تحبين. رتّبن حياتكن: مكان للأسرة، مكان للشغف، ومكان للعمل. يمكن التوفيق بين كل شيء. » كما وجهت زمامة رسالة تشجيع إلى النساء المغربيات والعربيات، معتبرة أن العمر والجنس ليسا عائقا أمام تحقيق الأحلام، وأن المرأة قادرة على التوفيق بين أدوارها الأسرية والمهنية والشخصية دون أن تتخلى عن شغفها. وتؤكد هند زمامة أنها ماضية في طريقها لإتمام تحدي القمم السبع، بهدف رفع العلم المغربي على كل قمة من القمم العالمية، وجعل اسم المغرب حاضرا في سجل أبرز المغامرين والمتسلقين عبر العالم.