انتزع الفنان الفوتوغرافي المغربي، أحمد بايدو، المعروف في الوسط الفني في المغرب بالإخراج السينمائي، إحدى جوائز مسابقات لحظات فوتوغرافية التي أشرفت على تنظيمها حديثا قناة «ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي» عن صورة تجسد فن «التبوريدة» في المنطقة الجنوبية للمغرب. وهي المسابقة التي شارك فيها 160 ألف متسابق عبر العالم، وتم انتقاء 50 صورة منها شكلت «معرض ناشيونال جيوغرافيك» الأخير. عن هذا التتويج، صرح أحمد بايدو، الذي يحضر لبدء تصوير فيلمه السينمائي الطويل الجديد «الشرف الأكبر» في الثالث من أكتوبر المقبل، في حديث جمعه ب«اليوم24»، بأنها المرة الأولى التي يشارك فيها ضمن مسابقة دولية لفن التصوير الفوتوغرافي، رغم أن مهنته الأساس هي التصوير الفوتوغرافي، بعد دراسته للمجال، قبل الانتقال إلى الإخراج، وأبرز بايدو أن ما شجعه على المشاركة في هذه المسابقة، التي أقيمت تحت عنوان: «صور تبرز للعين جمال مدن في القلب»، هو احتفاؤها بالهوية الخاصة للمبدع، إلى جانب المصداقية التي يُشهد بها لهذه المسابقة، والآفاق التي تفتحها أمام المشاركين، يقول بايدو. وكشف الفائز بالجائزة الثالثة في المسابقة أنه لم يكن يتوقع أن يكون من بين المتوجين في هذه المسابقة، معتبرا أن «مجرد ترشيح صورة من توقيعي من ضمن 160 ألف صورة لمصورين عبر العالم للعرض يمثل شرفا لي». وبخصوص الصورة المتوجة، قال بايدو إنها تحمل اسم «تاغزوت» بالأمازيغية بمعنى «التبوريدة»، وتعبر عن لحظة إطلاق الفرسان البارود ضمن فرق التبوريدة، موضحا أن لهذه «التبوريدة» طبيعة خاصة، إذ تمزج بين الثقافة الصحراوية والأمازيغية بمنطقة الجنوب، على مستوى اللباس وطريقة أداء الفرسان (إطلاق البارود في اتجاه الأرض بخلاف الفرق التي تطلق البارود نحو السماء». ويضيف بايدو أن التراث الشعبي العريق الذي يميز مناطق الجنوب المغربي يجسد حقيقة شهامة الفارس وصلابة المقاوم. وفي سياق متصل، كشف أحمد بايدو، ابن سيدي إفني، أنه يحضر لمعرضه الأول للصور، ويتمحور موضوعه حول: «ما قبل التاريخ.. في شمال إفريقيا»، وهي فكرة يشتغل عليها منذ سنة 2009، والتقط بهدف إخراجها صورا في الموضوع بكل من تونس والجزائر والمغرب وجزر الكناري، تخص المآثر التاريخية، من مقابر وقصور وعدد من النقوش والرسوم الصخرية التي عُثِر عليها، وغيرها. المعرض سينطلق مع بداية سنة 2016، وسيشمل عدة مدن مغربية. وضمت لجنة التحكيم، التي أشرفت على عملية تقييم المشاركات واختيار الصور الفائزة، عدداً من الخبراء، على رأسهم السعد عمر المنهالي، رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، وحسام عبد القادر، رئيس الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة في شركة المراعي، وراندي أولسن، المصور المختص بالتصوير الصحافي والتجاري والإعلاني والحائز جوائز دولية مرموقة. يشار إلى أن الفائزين بالمسابقة الدولية نالوا جوائز مهمة، إذ منح الفائز بالجائزة الأولى رحلة مدفوعة التكاليف إلى تنزانيا لمدة 11 يوماً، وأيضًا نشر الصورة المشاركة الفائزة في مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، بالإضافة إلى الحصول على معدات تصوير قيمتها 7500 دولار، فيما حصل الفائز الثاني على معدات تصوير قيمتها 5000 دولار. أما الفائز الثالث المغربي أحمد بايدو فحصل على معدات تصوير قيمتها 2500 دولار.