أظهرت مجلة غرفة التجارة والصناعة والفلاحة بلجيكا – اللوكسمبورغ – إفريقيا – الكارايبي، في عددها الأخير، الإنجازات الاقتصادية، التي حققها المغرب، الذي وصفته ب"البلد الرائع، الذي يشكل بوابة لولوج القارة الإفريقية". وأتاحت المجلة للقراء في عدد خاص، اكتشاف المغرب "البلد المتفرد"، الذي يشهد أنشطة اقتصادية مكثفة، و"حيث تبدو الآفاق بالنسبة إلى سنة 2017 واعدة". وقامت المجلة بالتوقف عند مسألة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وأكدت أن ذلك سيمكن المملكة المغربية من إعادة التأكيد على دورها كبوابة لولوج إفريقيا. وتناولت المجلة نفسها بالذكر بكون "رؤساء دول الاتحاد الإفريقي المجتمعين بأديس أبابا في 30 يناير، رحبوا بعودة المملكة للأسرة الأفريقية " وكذا ب" الحملة الواسعة التي قام بها المغرب في هذا الإطار. وأوضحت أن الدعوة لقمة إفريقية قبل الكوب 22 والزيارات المتعددة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للبلدان الإفريقية " قادت إلى هذا النجاح. وأظهرت المجلة أن الملاحة التجارية، التي تمثل 15 في المائة من الاقتصاد الوطني "ستتعزز بسلسلة من المخططات، والاستراتيجيات، التي ستساهم في استدامة النمو". وعملت المجلة على الوقوف عند مجموعة من القطاعات الاقتصادية في المملكة، خصوصا النقل البحري، وأكدت أن المغرب، الذي يتوفر على واجهتين بحريتين، بالإضافة إلى مضيق جبل طارق، يسعى إلى الاعتماد على هذه المؤهلات، خصوصا أن 95 في المائة من تجارته الخارجية في عام 2015 تمت عبر البحر". وذكرت المجلة الإنجازات، التي حققها المغرب، الذي استضاف مؤتمر الكوب 22 في نونبر 2016، في مجال الطاقة الشمسية والريحية والمائية، وأشارت في هذا الصدد إلى محطة الطاقة الشمسية "نور" في ورزازات. بالإضافة إلى أن المجلة حضرت ملفا خاصا حول "الطاقات الخضراء"، حيث أبرزت مجموع البنيات، التي يتوفر عليها المغرب في هذا المجال، خصوصا محطة نور، واستراتيجية المغرب في مجال المزج الطاقي، والمبادرات، التي قام بها المغرب في إطار سياسته الطاقية. وأعطت المجلة الكلمة في إطار هذا العدد الخاص، لسفير المغرب في بلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، الذي أكد على أنه، ورغم حالة الركود، التي يعرفها الاقتصاد العالمي، أبان الاقتصاد المغربي عن مرونة كبرى، خصوصا بفضل انفتاحه على الأسواق الجهوية، والعالمية، وصياغة استراتيجيات عمومية تهم قطاعات متعددة. وشدد عامر على أن المملكة المغربية، القوية بمؤهلاتها، وموقعها الجيوستراتيجي، واستقرارها السياسي، وديناميتها على مستوى الإصلاحات المؤسساتية، والاجتماعية، قامت بتعزيز جاذبيتها الاقتصادية على المستوى الإقليمي، والدولي". واسترسل عامر أن "المغرب تعبأ لتعزيز قدرته على استقطاب الاستثمارات من خلال استراتيجية اقتصادية متطورة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يطمح إلى جعل المغرب أرضية إفريقية، بفضل مشاريع ذات مؤهلات تنموية كبرى". وأشار السفير إلى أن المغرب، أول وجهة للاستثمارات في شمال إفريقيا، وأول مستثمر في إفريقيا الغربية، والثاني على مستوى القارة الإفريقية، بأزيد من نصف مبلغ 7ر1 مليار دولار، التي استقطبتها المنطقة في السنوات الخمس الأخيرة، يتموقع في المرتبة ال 68 في ترتيب دوين بيزنس لسنة 2017، باستثمارات أجنبية مباشرة بلغت 1ر2 مليار دولار في عام 2016. وفي ما يتعلق بالبنيات التحتية، وضح عامر أنه تم اطلاق عدد من المشاريع الكبرى، خصوصا المركب المينائي طنجة المتوسط 1 و2، الذي مكنت إنجازاته من رفع المغرب إلى المرتبة ال 16 عالميا للاتصال البحري، الذي تصدره (كنوسيد). فبحسب قول عامر، فإن "نجاح هذا المركب الصناعي المينائي المندمج ثمرة لرؤية استراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لجعل مدينة طنجة المتوسط أرضية مينائية، لوجيستيكية، صناعية، وتجارية ذات بعد دولي ". وذكر عامر مجموعة من القطاعات الأساسية، والاستراتيجيات (المغرب الأخضر، الطاقات المتجددة ...)، التي تم تنفيذها من أجل النهوض بالاقتصاد المغربي. وقدم السفير، بهذه المناسبة دعوة لرجال الأعمال من بلجيكا، واللوكسمبورغ إلى الاستفادة من فرص الاستثمار، التي يتوفر عليها المغرب من أجل تعزيز الروابط الاقتصادية، والتجارية، ومن انخراط المغرب لفائدة إفريقيا من أجل دعم التعاون ثلاثي الأطراف الواعد مع البلدان الإفريقية. وأوضح عامر، في هذا الإطار، مبادرة المغرب الهادفة إلى النهوض بالتعاون جنوب جنوب، وأضاف أن المغرب كانت له دائما علاقات وثيقة مع بلدان الجنوب، خصوصا إفريقيا جنوب الصحراء. وخرج السفير بخلاصة أن انخراط المغرب لفائدة التعاون جنوب جنوب، "تجسد من خلال مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلاء جلالته العرش، للدعوة لتضامن فعال لفائدة إفريقيا جنوب الصحراء ".