يطرح خالد السفياني وعبد الصمد بلكبير وعبد الإله بلقزيز أنفسهم كفرسان للقومية العربية. غير أن الفرسان الثلاثة لا يشبهون فرسان ألكسندر داماس. حيث تدور أحداث رواية "الفرسان الثلاثة" في القرن السابع عشر بين فرنسا وإنجلترا تحكي مغامرات الفرسان دارتانيان الشاب الوسيم ذو الوجه الضاحك الذي يعمل قائدا للحرس الخاص من فرسان الملك، وآراميس البطل دوق مقاطعة آلاميدا الذي لا يفارقه سيفه وإن كان نائما، وبورتوس، الذي يمتاز بقوة بدنية هائلة. ولا وجه للشبه بين فرسان داماس وفرسان القومية العربية. الأوائل عساكر ومقاتلون، أما أصحابنا فهم فرسان من غير سلاح. بل يخشون حتى سلاح الكلمة مع العلم أنهم ظواهر صوتية بامتياز. عندما اندلعت الأزمة السورية سكتوا. ولما تيقنوا أن الحل لن يخرج عن سياق الحوار السياسي بدؤوا يتململون. وطمعوا في تجربة شباب نضجت في الفايسبوك رغم أنهم ترعرعوا زمن الراديو والتلفزة بالأبيض والأسود. كان التعبير عن موقف عادي في الفايسبوك للتضامن مع سوريا الدولة يكلفك العديد من الشتائم والتخوين والتكفير أحيانا. في ذلك الوقت يتمنى المرء لو يظهر فرسان القومية العربية ليردوا على أنصار جبهة النصرة. لكن لا حياة لمن تنادي. الأمين العام للمؤتمر القومي العربي لم يتحدث منذ سنتين وزيادة عن سوريا. وقوميا آخر كتب مقالات في صحف لبنانية ومغربية مع "الجيش الحر" الذي ليس سوى غطاء للمنظمات التكفيرية والإرهابية. وبعد لأي عاد ليغير من موقفه دون أن يخط سطرا واحدا. وقال للناس إنه غيَّر موقفه بعد لقاء مع قومي عربي كبير في بيروت. هذا الفارس القومي الذي يريد أن يكون قائدا لا يختلف موقفه عن موقف عامة الناس. كيف يمكن أن تكون قائدا دون أن تتوفر على ملكات التحليل الاستراتيجي. وظهر أن سيوف الفرسان الثلاثة من خشب أو من بلاستيك. وتبين أن القادة القوميين لا يوجد من بينهم من يفكر استراتيجيا. فظن الثلاثة أن نظام بشار الأسد سيسقط. فمالوا ميلة واحدة استمالة لحكومات الإسلاميين. أما ثالثة الأتافي والتي تشكل ظاهرة قومية بامتياز ويمكن على ضوئها التأسيس لدرس فينومينولوجي جديد. فهو عبد الصمد بلكبير. الفارس القومي بدأ اليوم يتحدث في النوادي عن سوريا الدولة وعن مبادرة يطرحها في هذا الاتجاه. شدوا حذركم فإن الرجل يخبئ المفاجآت. قال في مرة إن حكومة بنكيران تتعرض للتشويش اليومي. وقال ثانية إن بنكيران هو الرجل الوحيد الذي يمارس السياسية بشكل حساس. نطلب الله ألا يؤولها أحد في سياقات مغرضة. كيف يساند بلكبير القومي الكبير سوريا الدولة ويدافع باستماتة عن العدالة والتنمية؟ ألم يتبن إخوان بنكيران مشروع إسقاط الدولة في سوريا؟ ألم يساندوا النصرة؟ ألم يرسلوا أبناءهم إلى ريف إدلب حيث قضوا أسبوعا في ضيافة تنظيم القاعدة؟ أين كان فرسان القومية الثلاثة وهم الذين يبحثون عن ميكروفون التلفزات بالفتيلة والقنديل؟ كان السفياني يأخذ صورا مع بنكيران وبلكبير يمجد الحزب الإسلامي وبلقزيز يذهب مذهبا ملتبسا جدا. لم يطلب أحد من الفرسان الثلاثة أن يكونوا مع سوريا الدولة أو مع الجيش الحر. لكن فقط أردنا أن ننبههم إلى أن اللعب على حبلي القومية والإسلاموية غير ممكن خصوصا بعد أن تورط الإسلام السياسي في ضرب القضية الفلسطينية ركيزة القوميين العرب.