قررت المحكمة الزجرية بعين السبع، اليوم الثلاثاء، حجز ملف البرلماني السابق والرئيس الأسبق لنادي الرجاء الرياضي، محمد بودريقة، للمداولة والنطق بالحكم عشية اليوم. وخلال كلمته الأخيرة أمام الهيئة القضائية، شدد بودريقة على براءته من التهم الموجهة إليه، خاصة المتعلقة بالتزوير، مبرزاً أن قاضي التحقيق بنى استنتاجاته فقط على شهادة مهندس، دون إجراء خبرة تقنية على الوثيقة محل النزاع. وفي رده على مرافعة النيابة العامة، التي اعتبرت أن أقواله تعرف تناقضاً وأنه يتهرب من التهم عبر تقديم وثائق متتالية، قال بودريقة إن النيابة تعاملت مع القضية وكأنها قصة "سيدنا يوسف وامرأة العزيز"، منتقدا إياها اعتماد على الاستنتاجات بدل البحث عن "الحقيقة المطلقة". وتلا بالمناسبة آيات من سورة يوسف "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ۚ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ". كما شدد على ضرورة إخضاع الوثيقة المتنازع عليها لخبرة تقنية لتحديد مدى صحتها، بدل الاقتصار على تصريحات الشهود أو الافتراضات. وبخصوص قضية الشيك، أكد بودريقة أن الأمر يتعلق بوثيقة استُعملت كوسيلة أداء، وأن المحكمة سبق أن نظرت في هذا الملف وأصدرت حكمها سنة 2018، مما يستبعد إعادة محاكمته بنفس المعطيات.