لو كنت مارادونا.. عنوان أغنية المغني الإسباني ''مانو شاو'' يقول في معزوفته التي جالت ربوع العالم :'' اه لو كنت أنا مارادونا، كم أتمنى أن أعيش مثله، آلاف الأصدقاء وآلاف المعجبين، لوكنت ماردونا، سوف أعيش مثله، لأن العالم كرة، نعيش بداخلها... '' ماردونا ليس باللاعب العادي، مارادونا لم يكن في يوم من الأيام أرقاما وإحصائيات، ماردونا معجزة كرة القدم وروحها، الذي جلب كأس العالم لبلاده سنة 1986 من المكسيك، شاب استخدم كل الطرق الممكنة للتتويج، لعب كرة القدم وكرة اليد في ذلك المونديال، ولسان حاله يقول، لا تهم الروح الرياضية اللعينة، لا يهمني ما ستكتبه جريدة التيليغراف الانجليزية الواسعة الانتشار بعد المقابلة، المهم أن يعود اللقب يوم 29 يونيو 1986، عبر مطار '' بينيتو خواريز'' بميكسيكو، في رحلة سريعة نحو '' بوينيس أيريس'' حيث سنجد ملايين الأرجنتيين في انتظارنا. واجه منتخب الطانغو في المقابلة الأولى منتخب كوريا الجنوبية، انتصروا عليه ب 3-1، ثم تعادلوا في ثاني المقابلات مع المنتخب الإيطالي في مقابلة سجل فيها دييغو مارادونا هدف التعادل، قبل أن يفوزوا على بلغاريا بهدفين دون مقابل، ويتحقق الصعود للدور الثاني. واجهوا الأوروغواي في مقابلة الجيران، و انتهت بانتصار أبناء الطانغو بهدف نظيف، والصعود للدور الربع نهائي حيث اصطدموا بانجلترا وتلك حكاية أخرى. مقابلة رياضية بحمولة سياسية وخلافات بين البلدين، مارادونا يتقدم بلمسة اليد الشهيرة، والتي احتسبها الحكم التونسي علي بناصر هدفا صحيحا. ليعود بعدها مارادونا لتجاوز نصف لاعبي المنتخب الإنجليزي، ويضع الكرة في مرمى الحارس شيلتون بطريقة مارادونية، لتنتهي المقابلة بانتصار المنتخب الأرجنتيني بهدفين مقابل هدف واحد. واجه المنتخب الأرجنتيني منتخب بلجيكا في دور النصف، لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، مارادونا يسجل ثنائية، ويقود منتخب بلاده للمقابلة النهائية على ملعب '' أزطيكا '' الشهير بميكسيكو. انتصر المنتخب الأرجنتيني في المقابلة النهائية على حساب ألمانيا ب 3-2، ليرفع دييغو مارادونا الكأس أمام أنظار العالم ولسان حال الجميع يقول مارادونا جلب كأس العالم للأرجنتين وليس العكس. عادت بعثة الأرجنتين لبوينيس أيريس باللقب، احتفالات جنونية '' بكوردوبا'' و ''روزاريو'' وباقي مدن البلاد. لا فرق في تلك الليلة بين مشجع لبوكاجينيورز ومشجع لريڤيربلييت، الكل يردد اسم الأرجنتين ومارادونا فقط، وهذا الأخير يجيب هو الآخر الصحافة الإنجليزية: '' صياحكم طرب، انا بطل العالم وانتم أبطال العناوين''.