1. الرئيسية 2. تقارير بيزنيس إنسايدر تُبرز مُكتسبات المغرب من مشاريع خطوط السكك الفائقة السرعة وكيف أصبح "نموذجا" تتطلع إليه بلدان إفريقيا الصحيفة - بديع الحمداني الجمعة 25 أبريل 2025 - 14:19 سلّطت مجلة "Business Insider" عبر النسخة الإفريقية، الضوء على الدينامية التي يشهدها قطاع السكك الحديدية في المغرب، حيث اعتبرت في تقرير لها أن المملكة باتت تمثل نموذجا إقليميا يُحتذى به في مشاريع القطار فائق السرعة، بعدما نجحت في تطوير شبكة نقل متقدمة تجمع بين التنقل السريع، والتنمية المستدامة، وتعزيز الصناعات المحلية. وأشارت المجلة بعد تدشين الملك محمد السادس أمس الخميس لأشغال إنجاز الخط السككي الفائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، إلى أن المشروع الجديد سيُوفر آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى تكوين تقني متخصص يُسهم في إعداد كفاءات مغربية متخصصة في أنظمة السكك الحديدية المتقدمة، مضيفة أن شركات عالمية كبرى منخرطة في هذا المشروع مثل "ألستوم" الفرنسية، و"CAF" الإسبانية، و"هيونداي روتيم" الكورية الجنوبية، في إطار شراكات تمويلية بشروط تفضيلية. ووفق "بيزنيس إنسايدر"، فإن هذا المشروع الذي يدخل ضمن مشاريع البنية التحتية للمواصلات،يعكس عقيدة اقتصادية واضحة لدى المغرب، وهي الاستثمار في بنية تحتية حديثة، وتطوير صناعات تنافسية، وتصدير القدرات والخبرات، خاصة أن المكتب الوطني للسكك الحديدية بدأ يلعب دورا استشاريا في مشاريع نقل سككي بعدة دول إفريقية، خاصة في غرب القارة. ويضيف التقرير أن نجاح المغرب في مشروع "البراق"، أول قطار فائق السرعة في إفريقيا، قد وضع المملكة على خريطة الدول الرائدة في مجال البنية التحتية للنقل المستدام، مما جعلها مركزا لوجستيا استراتيجيا على مستوى شمال القارة. كما أشار التقرير إلى أن هذا التطور يتماشى مع التزامات المغرب البيئية، خصوصاً في ما يتعلق بالحد من انبعاثات الكربون وتحسين جودة الحياة في المدن الكبرى، عبر حلول نقل حضرية سريعة وفعالة وصديقة للبيئة. ولفت تقرير "بيزنس إنسايدر" إلى أن تجربة المغرب تُقدم اليوم نموذجا ناجحا لدول إفريقيا، التي بدأت تنظر إلى المملكة ليس فقط كمصدر للخبرة، بل كشريك في بناء منظومة نقل حديثة، تُمكّن القارة من تحقيق قفزة نوعية في بنيتها التحتية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المشروع الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته أمس الخميس يُعد جزءا من برنامج استثماري طموح تبلغ كلفته 96 مليار درهم، يشمل إلى جانب تمديد الشبكة، اقتناء 168 قطارا حديثا، وإنشاء شبكات نقل حضري في مدن الدارالبيضاءوالرباط ومراكش، مع الحفاظ على أداء الشبكة الحالية وتحسين جودتها. وسيمكن هذا المشروع الاستراتيجي من تقليص المدة الزمنية للرحلات، إذ سيُختصر الزمن بين طنجة ومراكش إلى ساعتين و40 دقيقة فقط، فيما سيتم ربط العاصمة الرباط بمطار محمد الخامس الدولي في 35 دقيقة، كما سيتم ربط شبكة القطار بالمطار الجديد والملعب الكبير ببنسليمان. وفي ذات البرنامج أطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية عملية اقتناء القطارات الجديدة، منها 18 قطارا فائق السرعة، و40 قطارا للربط بين المدن، و60 قطارا مكوكيا سريعا، و50 قطارا لخدمة النقل الجماعي، باستثمار يُقدّر ب29 مليار درهم، تحضيرا للارتفاع المتوقع في عدد المسافرين بحلول سنة 2030. وتكمن أهمية هذا البرنامج ليس فقط في تحديث الأسطول، بل في إطلاق منظومة سككية صناعية محلية بمعدل إدماج يتجاوز 40 في المائة، وهو ما يُمثل التزاماً حقيقياً بتعزيز المحتوى الصناعي المحلي وتطوير الكفاءات الوطنية، مع خلق آلاف مناصب الشغل خلال العقد القادم. وسيشمل البرنامج الصناعي إنشاء وحدة تصنيع قطارات محليا، إلى جانب تأسيس شركة مختلطة بين الشركة المصنّعة والمكتب الوطني للسكك الحديدية لضمان صيانة القطارات على مدى حياتها، مع التحكم في التكاليف التشغيلية وتحقيق الاستدامة.