1. الرئيسية 2. اقتصاد وسط أنباء تعثر أنبوب الغاز مع الجزائر.. رئيس نيجيريا يؤكد التزامه بمشروع أنبوب الغاز مع المغرب ويضعه ضمن المشاريع ذات الأولوية الصحيفة من الرباط السبت 24 ماي 2025 - 9:00 أكد الرئيس النيجيري، بولا تينوبو، التزامه بمشروع خط أنبوب الغاز الذي سيربط بلاده بالمغرب، والذي تبلغ تكلفته الإجمالية 25 مليار دولار، وذلك خلال تصريحات للسيناتور جيموه إبراهيم، الذي يمثل نيجيريا في الجلسة التنفيذية لاتحاد البرلمانات الإفريقية في الدارالبيضاء المنعقدة بين 21 و23 ماي الجاري. ووفق ما أوردته الصحافة النيجيرية، فإن ممثل أبوجا، جيموه إبراهيم، أوضح في كلمه له في المغرب أن المشروع يُعد ضمن قائمة الأولويات الوطنية، حيث تعهد الرئيس تينوبو بمراجعة المشاريع المتوقفة لضمان استكمالها، في إشارة إلى عزم الرئيس النيجيري على تسريع وتيرة إنجاز مشروع أنبوب الغاز مع المغرب. وذكر إبراهيم، وفق المصدر نفسه، أن مشروع هذا الخط مع المغرب مصمم لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، عبر مسافة 5,660 كيلومترا، حيث سيمر ب 13 دولة إفريقية، بدءا من نيجيريا وصولا إلى المغرب ثم إلى أوروبا. وأشار السيناتور النيجيري إلى الفوائد العديدة التي يقدمها المشروع، بما في ذلك خلق آلاف فرص العمل وتعزيز التنمية الإقليمية والصناعية، مضيفا أن المشروع يمنح المغرب ميزة استراتيجية لتصدير الغاز إلى أوروبا، وهو أمر يعزز من دور الرباط كمحور رئيسي في الأمن الطاقي العالمي. كما أكد السيناتور النيجيري، حسب الصحافة النيجيرية، على أهمية دعم السياسات النيجيرية من خلال مراجعة التشريعات التي قد تعيق تنفيذ المشروع مع المغرب، مشيرا إلى أن البرلمان النيجيري يعمل على تقديم الدعم التشريعي للرئيس تينوبو لتحقيق رؤيته. كما لفت أيضا إلى أن المشروع، رغم تعقيداته، إلا أنه يوجد في مرحلة دراسات الجدوى وتخطيط المسار، مشيرا إلى أن تأجيل القرار النهائي للاستثمار فيه يدل هذا التأجيل على الأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها المشروع لدى كلا البلدين. بالمقابل، يواجه مشروع الجزائر المتعلق بإنشاء أنبوب لنقل الغاز من نيجيريا إلى الجزائر عبر تراب النيجر، تحدي الفشل النهائي، في ظل التوترات السياسية التي تفجرت في الفترة الأخيرة بين الجزائر وبلدان الساحل، ومن ضمنها النيجر، التي تشير تقارير إلى احتمالية انسحابها من هذا المشروع. ووفق ما كانت منصة "طاقة" المتخصصة قد نشرته سابقا، نقلا عن مصادر جزائرية "شديدة الاطلاع"، فإن النيجر أوقفت حاليا إطلاق الدراسات النهائية المتعلقة بمشروع أنبوب الغاز المشترك مع نيجيرياوالجزائر، والذي كان من المُفترض أن يتم الإعلان عن قرار الاستثمار النهائي فيه في العام المقبل 2026 كحد أقصى. وبالرغم من أن المصدر المذكور لم يشر إلى الأسباب التي تقف وراء تعليق النيجر إطلاق الدراسات النهائية للمشروع، إلا أن التطورات السياسية تحمل الجواب، إذ تفجر دبلوماسي واضح بين الجزائر ونيامي، حيث سحبت النيجر مؤخرا سفيرها من الجزائر تضامنا مع مالي التي تعرضت إحدى طائرتها المسيرة للإسقاط من طرف الجيش الجزائري في الحدود بين البلدين. وردت الجزائر على الخطوة بسحب سفيرها أيضا من النيجر، مثلما فعلت مع كل من مالي وبوركينا فاسو، مما زاد من تأجيج الأزمة السياسية والدبلوماسية بين الطرفين، والتالي فإن تعليق النيجر لمشروع أنبوب الغاز مع الجزائر هو انعكاس للخلافات السياسية بين البلدين. كما أن ما يصب أيضا في اتجاه تعليق النيجر لهذا المشروع، هو لجوء الجزائر منذ أبريل الماضي، إلى تنفيذ عمليات طرد واسعة للمهاجرين من أراضيها نحو الحدود النيجرية، وهو الأمر الذي أثار غضب نيامي، وقد ظهر هذا الغضب في تقارير إعلامها الرسمي حيث وجهت قناة "Télé Sahel" العمومية التابعة للإعلام الرسمي للدولة، إدانة صريحة لما تقوم به السلطات الجزائرية على الحدود الشمالية للنيجر، من طرد متواصل للمهاجرين في ظروف غير إنسانية. وقالت القناة العمومية للنيجر في إحدى تقاريرها إن "السياسة المعتادة التي تنتهجها الجزائر، دون اعتبار للقوانين والاتفاقيات الإفريقية والدولية، أدت إلى الترحيل الجماعي لآلاف المواطنين الأفارقة، من بينهم عدد كبير من النيجريين"، الأمر الذي يشير إلى عدم رضا لدى النظام النيجري من تصرفات الجزائر. ويُعتبر تعليق النيجر استكمال الدراسات النهائية للمشروع، "ضربة موجعة" لمساعي الجزائر في تنفيذ هذا المشروع، خاصة أنها كانت قد حاولت تسريع الوتيرة في الشهور الأخيرة، في ظل رغبتها الجامحة في إخراج هذا المشروع مع نيجيريا إلى الوجود قبل المغرب.