1. الرئيسية 2. تقارير استطلاع رأي أجراه "المعهد الملكي الإسباني": المغرب هو التهديد الخارجي لإسبانيا أكثر من روسياوالولاياتالمتحدة الصحيفة – بديع الحمداني الأثنين 7 يوليوز 2025 - 21:14 كشف استطلاع رأي أجراه "المعهد الملكي الإسباني إلكانو" عن تزايد واضح في نظرة الإسبان إلى المغرب باعتباره التهديد الخارجي الأكبر لبلادهم، متقدما على روسياوالولاياتالمتحدة، وفق ما أظهرته إحصائيات الاستطلاع الذي تناقلته الصحف الإسبانية اليوم الاثنين. وحسب المصادر نفسها، فإن النتائج أظهرت أن 55 في المائة من الذين تم استطلاع رأيهم يعتبرون المملكة المغربية مصدر الخطر الأول لإسبانيا، في وقت سجلت فيه نسبة المخاوف المرتبطة بروسيا 33 في المائة، فيما بلغت 19 في المائة تجاه الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحافة الإسبانية إلى أن هذا المؤشر يُعد استمرارا لتصاعد تدريجي بدأ منذ سنة 2021، عندما كانت نسبة الإسبان الذين يعتبرون المغرب تهديدا لا تتجاوز 35 في المائة، لترتفع إلى 49 في المائة في سنة 2024، قبل أن تصل إلى 55 في المائة خلال الاستطلاع الأخير الذي جرى إعداده ما بين 19 و29 ماي 2025، وشمل عينة من 1000 شخص من مختلف الأقاليم الإسبانية بما فيها سبتة ومليلية المحتلتين. وحسب تقرير الاستطلاع الذي نقلته الصحافة الإسبانية، فإن مخاوف الإسبان من المغرب تفوقت على تلك التي تطال روسيا، رغم استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتحولات الجذرية في موقف حلف شمال الأطلسي تجاه موسكو، وهو ما يعكس هذا التوجه الشعبي – وفق التقرير – غياب تهديدات مباشرة وملموسة في ذهن المواطن الإسباني، باستثناء تلك المرتبطة بالمغرب. وترجع أسباب هذه المخاوف، وفق الصحافة الاسبانية، نقلا عن التقرير إلى توترات سابقة بين مدريدوالرباط، لا سيما ما جرى في 2021 خاصة عندما دفعت السلطات المغربية موجة من المهاجرين غير النظاميين نحو مدينة سبتة، في خطوة وُصفت بأنها جزء من استراتيجية "الضغط الهجين" حسب ما يزعم التقرير. غير أن تغير موقف حكومة بيدرو سانشيز لاحقا، بإعلانه دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، ساهم في تهدئة نسبية للعلاقات، دون أن يوقف تصاعد نظرة التهديد لدى الشارع الإسباني. وكشفت نتائج التقرير أن المخاوف من المغرب ليست موزعة بشكل متساو بين مختلف التوجهات السياسية، إذ ترتفع بشكل كبير بين الناخبين المنتمين لليمين بنسبة 56 في المائة، مقابل 29 في المائة فقط لدى ناخبي اليسار، و38 في المائة لدى الوسطيين. وتعليقا على هذه النتائج، قال الباحث إغناسيو مولينا في تصريح لصحيفة "إلباييس"، باعتباره أحد المشاركين في إعداد التقرير، إن المغرب يُعتبر لدى شريحة واسعة من الإسبان خصما "له نبرة عدائية خطابية"، في إشارة إلى مطالب الرباط التاريخية بشأن مدينتي سبتة ومليلية. وأضاف المتحدث ذاته أن شعورا بالعزلة يتعزز لدى الإسبان حين يتعلق الأمر بالمغرب، بالنظر إلى أنه لا يُعد تهديدا مشمولا في الإطار الدفاعي لحلف شمال الأطلسي، على خلاف روسيا، وما يعزز ذلك – بحسب قوله – تصاعد مستويات القلق لدى فئات يمينية تعتبر أن المغرب يختبر باستمرار الخطوط الحمراء في العلاقة الثنائية. وفي المقابل، تشير معطيات التقرير إلى صعود لافت في نسبة من يعتبرون الولاياتالمتحدة تهديدا لإسبانيا، إذ قفزت النسبة من 5 في المائة فقط في 2024 إلى 19 في المائة في 2025، وذلك تزامنا مع عودة دونالد ترامب إلى رئاسة البيت الأبيض، وما صاحبها من مخاوف مرتبطة بفرض الرسوم الجمركية والانعزالية السياسية.