قال المهندس عبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن الدعوة هي أم الأعمال والمسؤوليات داخل تنظيمنا الرسالي، والمجتمع في حاجة لمن يبين له أمر دينه ويفقهه فيه، وأشار إلى أهم الأصول والمنطلقات الواردة في ميثاق الحركة وأثرها في توجيه الفعل الدعوي للأعضاء، معتبرا خلال مشاركته في الملتقى الدعوي الداخلي لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط يومي 27 و28 فبراير بالدار البيضاء، أن مهمة الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الأعمال التي تقوم بها الحركة في المجتمع، لما فيها من تقديم الخير والنفع للناس بإرشادهم ونصحهم وتعليمهم أمور دينهم. من جهته، قدم محمد البراهمي عضو المكتب التنفيذي للحركة، عرضا ناقش فيه أهم محاور الرؤية الدعوية لحركة التوحيد والإصلاح في قراءة تحليلية ونقدية من خلال حديثه عن الدعوة بين الموجود والمنشود ومواصفات الخطاب الدعوي وأولويات الفعل الدعوي بين الثابت والمتغير، وبسط البراهمي مجموعة من التحديات التي تواجه العمل الدعوي كتأطير الشباب ومواجهة موجات الفكر المتطرف ومشكل العمل الدعوي بالعالم القروي وغيرها. وبين المسؤول الدعوي المركزي أن الرؤية الدعوية عرفت مراحل مهمة وعرفت تجددا وتطورا كبير حسب الواقع الدولي والعربي والمحلي وتطور بنية التنظيم وتوسعه، حيث انتقل الفعل الدعوي من النخبوية إلى الانفتاح والرسالية ومن منطق تأسيس الجبهة الدينية إلى منهج التعاون والتشارك بين الفاعليين الدعويين ومن مجرد رؤية للعمل إلى منهاج للفعل الدعوي يقدم أفكارا ومناهج كبرى للعمل الدعوي للحركة. أما الأستاذة فاطمة نجار نائبة رئيس الحركة، فقد ركزت في مداخلتها على أن الإنسان من ورثة الأنبياء وأنه لابد أن يحيا حياته مستجيبا لنداء ربه الذي أمره بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشيرة إلى ضرورة تحمل أمانة الدعوة بمسؤولية، وتطرقت إلى الباعث الإيماني باعتباره موجها للإنسان للثبات على طريق الدعوة وأدائها بمسؤولية، كما دعت نجار الحضور إلى ضرورة الالتزام بالوقت وبالمخططات وكذا تجديد الآليات للنهوض بالعمل الدعوة والارتقاء به إلى المستوى المطلوب. من جانبه، تطرق مولاي أحمد صبير الإدريسي مسؤول جهة الوسط لحركة التوحيد والإصلاح، إلى قضية التوريث التي ذكرت في القرآن الكريم معتبرا إياها قضية أساسية ومحورية مركزا على ضرورة توريث مشروع الدعوة والبلاغ للأجيال القادمة حتى يستمر التوريث ولا ينقطع. أما حنان الإدريسي مسؤولة قسم الدعوة لجهة الوسط لحركة التوحيد والإصلاح فقد ذكرّت في كلمة باسم القسم، بضرورة إخلاص النية لله تعالى في الحياة كلها مذكرة بالأهداف التي سطرت لهذا الملتقى، مشيرة إلى أن الملتقى هو استمرار لقضية المسؤولية التي نادت بها الحملة الدعوية الجهوية "لنعش بمسؤولية"، موضحة الفرق بين تربية الغرب التي تنبني على بعث روح المسؤولية في الأفراد منذ الصغر وبين تقصير المسلم في هذه القيمة داعية الحضور إلى ضرورة الحرص على إشاعة نفس المسؤولية في صفوف الأفراد والجماعات. كما قدمت الإدريسي في مداخلة حول "آليات نجاح العمل الدعوي"، مجموعة من القواعد لنجاح العمل الدعوي وأشارت إلى العديد من المجالات والفضاءات التي ينبغي أن تستثمر في تنشيط العمل الدعوي كمجال الشباب والمؤسسات التعليمية والدعوة الالكترونية.