استقبلت مدينة تطوان، صباح اليوم السبت، وفداً إماراتياً رفيع المستوى عن أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، يقوده المدير العام للأكاديمية، سعادة علي عبيد الحفيتي، في زيارة رسمية تهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الثقافي والفني بين الجانبين. وقد جرت مراسم الاستقبال بمقر بلدية تطوان بحضور لافت لنائب رئيس الجماعة الدكتور أنس اليملاحي، الذي كان إلى جانب شخصيات فنية وثقافية مغربية بارزة، من بينها الدكتور المهدي الزواق، مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة، والفنانة العالمية سميرة القادري، والسيدة وفاء بناني، رئيسة المجلس الوطني للموسيقى (اليونسكو)، والأستاذ محمد سعيد السوسي، رئيس الجمعية المتوسطية للصحافة الرقمية. اللقاء الرسمي تميز بعرض مقترحات ومداخلات من كلا الطرفين، ركزت على مشروع مشترك طموح يتمثل في إنشاء فضاء ثقافي تحت اسم "دار الفنون تطوان – الفجيرة"، يكون منصة للفن والتكوين والحوار الثقافي بين المغرب ودولة الإمارات. من الجانب الإماراتي، قدمت كل من الأستاذة طيف علي الحفيتي والأستاذة شيخة الشرع والأستاذ أيمن خفاجي تصورات تقنية حول سبل إنجاح المشروع وضمان استمراريته، في حين أكد المشاركون من الجانب المغربي على أهمية تطوان كمدينة ذات هوية ثقافية عريقة، وموقعها كمعبر حضاري واستراتيجي بين ضفتي المتوسط. وشدّد المتدخلون على أن تطوان، بما تحتضنه من مؤسسات فنية مرجعية وتقاليد إبداعية متجذرة، تشكل بيئة خصبة لمبادرات من هذا النوع، خصوصاً في ظل زخم المهرجانات الثقافية والفنية التي تشهدها المدينة على مدار السنة. وفي ختام الزيارة الرسمية، قام الوفد بجولة استكشافية داخل المدينة العتيقة لتطوان، حيث تعرف عن قرب على طابعها المعماري الأندلسي الفريد، وسحر أزقتها وأسواقها التقليدية، فضلاً عن الدينامية السياحية التي جعلت منها واحدة من أبرز الوجهات الثقافية في المغرب. وتُعد أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة منصة تعليمية وثقافية رائدة في دولة الإمارات، تهدف إلى صقل المواهب الفنية في مجالات متعددة من بينها الموسيقى، الفنون التشكيلية، والخط العربي. ومن خلال برامجها الأكاديمية والمجتمعية، تسعى الأكاديمية إلى ترسيخ الثقافة الفنية لدى الأجيال الجديدة ودعم الحوار الثقافي على المستويين المحلي والدولي. وتعتبر تطوان من أبرز الحواضر الثقافية بالمغرب، إذ تجمع بين الإرث الأندلسي العريق والانفتاح على الإبداع المعاصر. بفضل مؤسسات مثل المعهد الوطني للفنون الجميلة وتعدد الفعاليات الثقافية السنوية، أضحت المدينة قبلة للفنانين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، ما يجعلها مؤهلة لاحتضان مشاريع كبرى ذات بعد إقليمي ودولي في مجال الفنون والثقافة.