أكد مصطفى الخلفي بمناسبة افتتاح أشغال منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال في دورته الثانية أيام 18-19 ماي 2016 بإسطنبول تحت عنوان "فلسطين في الإعلام فرص وتحديات" أن المغرب استطاع ولله الحمد أن يشق مسارا مميزا في تفاعله مع القضية الفلسطينية، وذلك طيلة العقود الماضية، مشيرا إلى أن هذا المسار تشكل بشكل أساسي في نهاية الستينيات باجتماع المؤتمر التأسيسي لمنظمة التعاون الإسلامي، وبعده التئام وإطلاق الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني. وأضاف وزير الاتصال أنه منذ ذلك الحين، برز دور مفصلي للمغرب في دعم فلسطين، وتأسست لجنة القدس برئاسة الملك الحسن الثاني رحمه الله، وأوضح أنه بموازاة ذلك انطلق عمل مدني استطاع أن يجمع كافة الطيف المغربي من مختلف التوجهات والتيارات، وقال " حتى أننا كنا ولا زلنا نقول على أنه إذا واجهتنا مشاكل فلنذهب إلى فلسطين لحلها. وبالفعل، لا زالت فلسطين تجمعنا وتمثل في المملكة المغربية إطارا مرجعيا". وأشار الخلفي في هذا السياق إلى أن الملك محمد السادس، في افتتاح الدورة العشرين للجنة القدس يوم 17 يناير 2014، بمراكش، أكد على "أن قضية القدس أمانة على عاتقنا جميعا، حيث جعلناها في نفس مكانة قضيتنا الوطنية الأولى، وأحد ثوابت سياستنا الخارجية". وذكر الخلفي أن الملك قد جدد هذا الموقف في خطابه الموجه إلى القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، في 14 أبريل 2016، بإسطنبول، عندما أكد جلالته على أنه "من منطلق مسؤولياتنا كعاهل للمملكة المغربية وبصفتنا رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن المنظمة فإننا نؤكد تجند المغرب ملكا وحكومة وشعبا للدفاع عن القدسوفلسطين بمختلف الوسائل السياسية والقانونية والعملية المتاحة". وأوضح الخلفي أن هذا النموذج تأسس على رؤية إصلاحية استباقية للملك محمد السادس، وعلى حيوية التعددية الحزبية وعلى مجتمع مدني نشيط، وإعلام حر، وحركة شبابية. وأشار وزير الاتصال إلى أن مجمل ذلك يمثل عناصر التميز والنجاح التي جعلت المغرب نموذجا خط لنفسه مسارا مختلفا مستقرا وإصلاحيا، ونجح في ترجمته عمليا وذلك بعد حوالي خمس سنوات على ما اصطلح عليه بالربيع العربي. وهي العناصر يؤكد الخلفي "التي جعلت من المغرب يرفض، ويعلنها جهارا، على أنه ليس محمية لأحد، وأنه لا يمكن لأحد أن يقرر مكانه، وقال " وهي الرسالة التي نوجهها للعالم العربي بأكمله ولكل دوله وشعوبه، وما تفرضه من تعزيز قيم الثقة في الذات وقيم تحمل المسؤولية من أجل بناء مستقبل ديمقراطي ومزدهر". وعبر الخفي في كلمته أن " العالم يعيش اليوم حالة تحول، ليس فقط في منطقتنا، بل هو تحول تحكمه ثورة تكنولوجيا المعلومات وتحكمه تغيرات الاقتصاد، وتحولات موازين القوى في العلاقات الدولية، كما تحكمه تحولات ديمغرافية نتجت عن صعود قوي لا يمكن تصور إيقافه وارتبط بالشباب الصاعد الذي انفتحت أمامه إمكانات التواصل والتأطير والتكوين. لكن بالرغم من حدة وعمق وسرعة هذه التحولات، إلا أنها لا يمكن أن تخفي الثوابت المؤسسة لهويتنا وتاريخنا، وفلسطين هي إحدى أهم هذه الثوابت". وأكد الخلفي إلى أنه بالرغم من كل هذه التحولات، تظل فلسطين بوصلة للدفاع عن استقلال الأمة، وبوصلة للدفاع عن حرية وكرامة الأمة، وبوصلة للدفاع عن وحدة الأمة العربية والإسلامية ضد كل سياسات التقسيم والتجزئة والتفريق التي نشهدها والتي استعرت في السنوات الأخيرة وفتحت المجال لمخططات تقسيم جديدة، في السودان، وليبيا والعراق وسوريا وعدد من الدول. وخلص الخلفي في كلمته إلى القول "إن ومسؤوليتنا اليوم، هي أن الوعي الذي نشرته فلسطين قبل عقود من أن النضال من أجل فلسطين هو نضال من أجل الوحدة، عليه أن يتجدد اليوم، لاسيما مع مناورات التزييف والتشويه والتظليل والتحريف لتاريخ المنطقة المغاربية ولتاريخ المغرب والتي تخدم دعاوى الانفصال في جنوبه. والمغرب حاسم في مواجهة ذلك، ونستمد هذا الحسم ضد التقسيم من تاريخ الأمة المغربية، كما نستمده من نضالات شعوب الأمة العربية ضد التجزئة. وعبر بالمناسبة عما تحقق في المغرب على مستوى النضال وقال "هي مناسبة أيضا اليوم، للتوقف عند ما تحقق في المغرب على مستوى النضال من أجل حرية الصحافة واستقلالية مؤسساتها وكرامة نسائها ورجالها، وهو نضال تحقق بفضل مقاربة تشاركية جمعت المهنيين والناشرين والسلطة التنفيذية ممثلة في وزارة الاتصال".مضيفا أن العمل التشاركي أفضى في مرحلة أولى إلى اعتماد قانون خاص بمجلس وطني للصحافة مستقل ومنتخب، وإلى اعتماد قانون يضمن كرامة الصحافيين واستقلاليتهم، ثم نتقدم اليوم في اتجاه اعتماد قانون خاص بالصحافة والنشر يُلغي العقوبات السالبة للحرية وإصلاح ثان للقانون الجنائي نأمل أن يسير نحو الاتجاه الأمثل. ووجه بالمناسبة الشكر للمهنيين من ناشرين وصحافيين، معتبرا أنه بدونهم لم يكن من الممكن أن نتقدم في هذا الإصلاح، وبدون صلابة مواقفهم وغيرتهم على المهنة لم يكن من الممكن أن نصل إلى مستويات متقدمة فيه،. وأشاد بموقف النخب الفلسطينية، التي تناضل من أجل قضية فلسطين ودعا إلى النضال من أجل قضايا الأمة وقال" لا تنسى أن تناضل من أجل قضايا الأمة العربية بما فيها قضايا الأمة المغربية وضمنها قضية الصحراء المغربية.