سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوغطاط المغربي | اللقاء الخرافي لهشام جيراندو مع منتحل صفة مستشار ملكي.. مسرحية احتيالية من إخراج مهدي حيجاوي وتنفيذ موظف شرطة معزول متورط في قضايا فساد
الخط : إستمع للمقال في تطور صادم ينسف بالكامل رواية اللقاء المزعوم بين هشام جيراندو والمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، كشفت معطيات مؤكدة عن عملية خداع ممنهجة تم التخطيط لها من طرف مهدي حيجاوي، الهارب من العدالة، وأُسند تنفيذها إلى عنصر نصّاب يُدعى عبد الواحد السدجاري، موظف شرطة سابق معروف بتورطه في قضايا نصب واحتيال، انتحل صفة مسؤول رفيع لإيهام جيراندو بأنه سيلتقي فعلاً بالمستشار الملكي. تفاصيل العملية الاحتيالية تكشف أن جيراندو سافر إلى فرنسا بناءً على تحريض مباشر من مهدي حيجاوي، الذي أقنعه بأن لقاءً سيُرتب له مع الهمة، في محاولة لإضفاء الشرعية عليه، ودفعه إلى تبني خطاب يوحي بوجود تواصل بينه وبين دوائر القرار داخل المغرب. في الواقع، لم يكن هناك أي لقاء رسمي، بل مجرد فخ نُصب له بعناية، حيث التقى بنصاب انتحل شخصية "مبعوث سامٍ"، وارتدى قبعة ونظارات وكمامة لإخفاء ملامحه، وأوهمه بأنه يمثل سلطة عليا في الدولة. ولا يمكن فهم هذا السيناريو دون العودة إلى ملف مهدي حيجاوي، الذي سبق أن خُصّص له أكثر من تحقيق صحفي، كشفت فيه مصادر متعددة أن هذا الأخير كان موظفًا بسيطًا في جهاز DGED، وتمت إقالته بعد رصد مخالفات مهنية جسيمة تورّط فيها، من بينها استغلال صفته السابقة للنصب على مواطنين ورجال أعمال، والتورط في ملفات ابتزاز مالي وادعاء الوساطة في قضايا حساسة. حيجاوي لم يكن يومًا "منشقًّا" كما يروّج، بل عنصرا سابقا سُرّح من المؤسسة الاستخباراتية بسبب فقدان الثقة والانحراف السلوكي، ثم استغل خبرته وموقعه السابق لتسويق نفسه ك"خبير في شؤون الاستخبارات"، بينما كان يشتغل في الواقع ضمن دوائر النصب الرقمي والدعاية التحريضية. وقد تبين، حسب معطيات موثوقة، أنه قام بتمثيل نفسه عدة مرات كوسيط مزعوم بين رجال دولة وأطراف في الخارج، لتوريط بعض الأسماء في مشاريع مختلقة أو صفقات مزعومة. ومن هذا المنطلق، لا يُستغرب أن ينجح حيجاوي في التلاعب بجيراندو، خاصة وأنه متمرس في بناء سيناريوهات وهمية تعتمد على إثارة الغرور، وتسويق "علاقات عليا" مفترضة. وبالنظر إلى هشاشة الوعي السياسي عند جيراندو، وسذاجته في تقييم الأدوار داخل الدولة، فقد كان صيدًا سهلاً في يد محتال محترف. إقناعه بأنه سيلتقي بالمستشار الملكي لم يكن تحديًا حقيقيًا لرجل يملك خلفية استخباراتية وسجلًّا حافلاً بالخداع والتزوير. الأخطر أن الشخص الذي تقمّص هذه الصفة المزعومة لم يكتف بالخداع البصري، بل ذهب أبعد، حين أوحى لجيراندو بأن هجماته على القضاء وعلى الأجهزة الأمنية، وخصوصا المدير العام للأمن الوطني وDGST، تحظى بمباركة من أعلى سلطة في البلاد، بل وروّج أمامه فكرة تأسيس حزب سياسي باسم "مغاربة العالم" وقناة إعلامية. هذه المعطيات تتقاطع مع إشاعة قديمة سبق أن روّجت لها دنيا فيلالي، ثم أعاد علي المرابط نشرها بعد تسعة أشهر على شكل "سبق صحفي"، في محاولة مكشوفة لتصفية جيراندو إعلاميا والتشكيك في تماسك مؤسسات الدولة. وهنا تبرز الحقيقة الصادمة وهي أن علي المرابط لم يكن مجرد ناقل معلومة خاطئة، بل كُلّف بشكل غير مباشر بعملية "الإعدام الإعلامي" لجيراندو، بعد أن أُحرق كورقة لم تعد صالحة للاستعمال. فالغاية من إعادة تدوير الإشاعة لم تكن سوى ضرب "مصداقيته" المزعومة وشطبه من المعادلة بعد أداء الدور المطلوب. واللافت أن جيراندو ليس سوى واجهة هجومية تحرّكها أطراف أخطر بكثير، يتصدرها مهدي حيجاوي، مع احتمال وجود جهات أخرى تعمل من الخلف وتوفر الغطاء، مستفيدة من جهله وسذاجته وسعيه المرضي إلى الاعتراف والنجومية الزائفة. ولعل أبرز ما يفضح هذه المسرحية الساذجة، التسجيل الصوتي الذي كشفه اليوتيوبر محمد تحفة، والذي يسمع فيه هشام جيراندو يتحدث بكل ثقة وغباء عن لقائه المزعوم مع الهمة، ويؤكد فيه أن "الجالية المغربية ستكون ممثلة بنسبة 10 في المائة في مؤسسات الدولة"، قبل أن يضيف، وهو يودّع النصّاب الذي أوهمه بأنه مسؤول رفيع: " تحياتي للمعتقلين السياسيين في المغرب!" الأكثر سخرية أنه يروي اللقاء وكأنه جلس "ندًّا لندّ" مع المستشار الملكي، ويصف دهشة الطرف الثالث (أي حيجاوي) من هذا الإنجاز الوهمي، دون أن يدرك أنه تحوّل إلى نكتة سياسية متنقلة. وبدل أن يصحّح روايته أو يعترف بأنه خُدع، اختار أن يغوص أكثر في الوهم، وراح ينشر رقمه علنا طالبا "معلومات سرية"، ويختلق القصص واحدة تلو الأخرى، من شبكة مخدرات وهمية إلى خبر وفاة الحارس الملكي خالد فكري، الذي ما زال حيًا يُرزق وقرر مقاضاته. المعطيات الجديدة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن قصة اللقاء مع الهمة لم تكن سوى فخ احتيالي رخيص، نُفذ ببراعة من طرف محتال محترف، واستُغل فيه هشام جيراندو كورقة هجومية ضد الدولة، قبل أن يُحرق بعد انتهاء صلاحيته. الحكم عليه ب15 سنة سجنا بتهمة تكوين عصابة إرهابية وتحريضه على اغتيال الوكيل العام السابق نجيم بنسامي، هو نهاية منطقية لمغامرته الحمقاء، واللافت أن نفس الجهات التي غذّته بالمعلومات الزائفة هي من انقلبت عليه ووصمته ب"الخيانة". بمعنى أوضح، هشام جيراندو لم يكن ضحية أجهزة، بل ضحية من استخدموه ثم تخلوا عنه. والاسم الذي يجب أن يُطرح بجرأة في كل هذا الملف هو مهدي حيجاوي، إلى جانب جهات أخرى ستتكشف تباعا... وإن غدا لناظره قريب. الوسوم المغرب بوغطاط المغربي هشام جيراندو